قال سيدنا محمد صلى الله عليه سلم «ألا فى الجسد لمضغة إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب». هل فكر الإنسان فى مفسدات القلب؟ وهل أصيب قلبه بواحدة منها أو أكثر؟ وهل قلبه بصير أم ضرير؟. قال الله تعالى: «من كان فى هذه أعمى فهو فى الآخرة أعمى وأضل سبيلا».
وقال تعالى: «إنها لا تعمى الإبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور»، إن مفسدات القلوب تسرق من الإنسان حياته الدنيوية والأخروية فتجعله يجرى وراء أنواع كثيرة من السراب المظلم والأوهام الفكرية المضلة فيخدع نفسه بنفسه ويضل عليها وهو يحسب أنه يحسن صنعا. ولكن الحقيقة هى أنه فى غفلة وقد أحاط قلبه بحجب من الظلام الدامس، أما سبب الغفلة فهو الجهل من حقيقة الأمر الإلهى. وسبب الجهل هو استيلاء الصفات المظلمة عليه كالكبر والحقد والحسد والبخل والعجب والغيبة والنميمة والكذب وأكل مال الغير والنظر إلى المحرمات والسكر بالدنيا والمال وغيرها، من مفسدات القلوب والأبدان. وهذه المفسدات هى سبب ينزله إلى أسفل سافلين فى الدنيا قبل الآخرة.
ولو صارح الإنسان حامل هذه الصفات التى تعمى القلوب وتحوله إلى خواء مظلم لا يصدر عنه سوى الشر والضرر لأدرك كم هو قبيح فى حين أن الله طيب لا يقبل إلا الطيب، فهذا الإنسان مرفوض من أهل السماء وأهل الأرض.
وإزالة هذه الصفات المزمومة يتحقق بتصقيل مرآة القلب بالعلم والعمل الصالح مع صدق النية والتوجه والمجاهدة القوية باطنا وظاهرا فتتحقق حياة القلب بنور الأسماء والصفات فيتذكر وطنه الأصلى، فيشتاق إليه ويصل إلى الأنوار وللسعادة بعناية الرحمن الذى يقبل توبة عباده ويبدل سيئاتهم حسنات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة