سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 يونيه 1995.. رحيل عاطف الطيب.. وقائمة أفصل مائة فيلم مصرى تشمل ثلاثة من إخراجه

الإثنين، 23 يونيو 2014 09:06 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 يونيه 1995.. رحيل عاطف الطيب.. وقائمة أفصل مائة فيلم مصرى تشمل ثلاثة من إخراجه عاطف الطيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أتلمس المشاكل التى تهم المواطن من الطبقة المتوسطة، وبالذات من أبناء جيلى، ويجب أن نكون شاهدين على عصرنا بلا تزييف أو تشويه، فأنا أترجم ما يمكن أن يمس كل ما يعتمل داخل الناس ويؤثر فيهم، كل ما يهزهم فى حياتهم اليومية، وخلاصة القول أن نحاول التعبير بصدق وأمانة وعيوننا على ما يحدث فى مجتمعنا، فى الحياة، ونشحن هذا بأعمالنا الفنية"، هكذا لخص المخرج عاطف الطيب الذى رحل فى مثل هذا اليوم " 23 يونيه 1995 " رؤيته لأعماله الفنية والتى لا يفصلها عن همومه كمواطن عاش مرحلتين متناقضتين فى تاريخ مصر، الأولى مع ثورة 23 يوليو 1952 حيث ولد قبلها بخمس سنوات " 26 ديسمبر 1947 " بجزيرة " الشوارنية" مركز مغاغة محافظة سوهاج، وعاش سنوات الثورة بمعاركها الكبيرة من أجل الاستقلال الوطنى والعدالة الاجتماعية، وبعد أن أنهى دراسته التحق جنديا بالجيش من عام 1971 حتى 1973.

عاش " الطيب" مرحلته الثانية، فبعد خروجه من الجيش والانتصار على إسرائيل فى حرب 6 أكتوبر 1972، وجد مصر تدخل مرحلة جديدة تسحق الطبقة المتوسطة التى تكونت بفضل ثورة 23 يوليو، ويتحول فيها الصديق إلى عدو بالسلام مع إسرائيل، ومع ما سمى ب" الانفتاح الاقتصادى "تسيد أسلوب" الفهلوة " فى مقابل تراجع قيم العمل، وانفتح الطريق أمام تيارات التكفير التى تطاير معها رصاص الإرهاب، وهكذا كان الواقع هو الخميرة الجاهزة لطبخة "الطيب" السينمائية، التى وجناها فى نموذج "حسن" بفيلم "سواق الأتوبيس" الذى خاض معركة تحرير الأرض كجندى فى الجيش، وبعد خروجه وجد الفاسدون يتسيدون المشهد فى مقابل انسداد فرصة العيش بكرامة أمامه وأمام أبناء جيله الذين حلموا فضحوا من أجل حلمهم، وحين وجد وهو يقود أتوبيس هيئة النقل العام لصا، ترك الأتوبيس وصمم على ملاحقته حتى أمسك به، وناوله بكل عزم وقوة لكمات بقبضة يديه صائحا "يا ولاد الكلب"، سرت الصيحة على كل الألسنة، وأصبح المشهد كله أيقونة سينمائية فاضحة لمرحلة الفساد التى نخرت فى جسد مصر، وبقدر ما عبرت عن حالة انكسار جيل، شددت على أن المقاومة اختيار لا فكاك منه.

لم ينجب "عاطف الطيب" أطفالا، لكنه كان يسابق الزمن فى رحلة حياته القصيرة، ليترك عددا أكبر من الأفلام التى أخرجها "21 فيلما"، وجعلته واحد من أهم مخرجى السينما المصرية عبر تاريخها، وحسب رأى الناقد الفنى طارق الشناوى: "يظل نقطة فارقة فى تاريخ السينما المصرية ومخرجا استثنائيا، وفى مجمل أفلامه قدم السينما كما يريدها وبشروط لا تتناقض مع السوق، تختلف أعماله أحيانا لكن بدرجة لا تصل إلى حد التناقض".

فى مسيرته السينمائية ترك ثلاثة أفلاما ضمن أفلامه الـ"21" فى قائمة أفضل مائة فيلم أنتجتها السينما المصرية، حيث احتل فيلم "سواق الأتوبيس" المرتبة الثامنة، واحتل فيلم " البرىء" المرتبة الـ"28"، وفيلم "الحب فوق هضبة الهرم" احتل المرتبة الـ"67".








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة