أصبح «داعش» أو تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «البعبع» الجديد فى المنطقة، اجتاح شرق العراق، وسيطر على قنوات فضائية ومصافى نفط، ونشر لنفسه فيديوهات دعائية مرعبة، وعناصره وهى تقطع رؤوسا وتبيد المخالفين، وتمارس القتل الجماعى على الهوية لتعطى صورة عن نفسها للأنظمة المحيطة قبل الفصائل المناوئة لها داخل العراق، بأنها حركة وحشية لا ترحم أحداًا ومن الأفضل عدم الوقوف فى وجوه عناصرها.
أيضاً يعمل تنظيم «داعش» على خلخلة الحدود للدول المجاورة للعراق تمهيداً للقيام بأمور تعطى لمسماه صفة على الأرض، ويهدد الدول المجاورة للعراق فعلياً، فهو اجتاح عدة نقاط حدودية مع سوريا، واقترب كثيراً من الحدود الأردنية.
التقدم المشبوه الذى تحرزه «داعش» باطراد، والصورة الدعائية المرعبة التى تصدرها عن نفسها بشكل منهجى مدروس واستهدافها حدود الدول المجاورة، كل ذلك لابد وأن يدفعنا إلى السؤال من يقف وراء «داعش»؟ وماذا يريد التنظيم؟ ومن أن يحصل على أسلحته ونفقاته ومخصصات الجنود المرتزقة الذين يضمهم؟
إيران تتهم الولايات المتحدة ودول الخليج بدعم تنظيم داعش لمواجهة نقوذها فى إيران، ولتحويل العراق إلى ميدان حرب مذهبية بين السنة والشيعة، يمكن أن تنتقل إلى دول الجوار. الحكومة العراقية لا تجرؤ طبعاً على اتهام واشنطن نفس الاتهام الذى توجهه إيران للأمريكان، لكن تكتفى باتهام حلفاء واشنطن فى الخليج. وتتوعد بكل أشكال الرد الممكنة على داعش ومن يدعمه.
دول الخليج من جانبها تتهم نورى المالكى رئيس وزراء العراق الموالى لإيران بالعمل على تنفيذ مخططات إيران، بتحويل العراق إلى ساحة حرب ولمنع الاستحقاقات الانتخابية والإبقاء على سيطرته وفصائل الشيعة على الحكم فى العراق رغم تنامى الغضب السنى هناك.
داعش نفسه يعلن الحرب على الأمريكان الكفرة و«الرافضة» أى غلاة الشيعة وإيران والجيش العراقى الموالى لطهران.. وواشنطن، ويعمل على التوسع الأفقى ليتجاوز حدود العراق إلى الدول المجاورة!
ما يبدو حتى الآن أن «داعش» هو الواجهة لبرنامج الفوضى الخلاقة الجديد فى منطقة الشرق الأوسط، بعد فشل النسخة الأولى جنوب المتوسط ومصر بفضل ثورة 30 يونيو.
وللحديث بقية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة