لم أجد حملة أكثر غباء من الحملة التى شنتها الداخلية والأوقاف وبعض الإعلاميين على الملصقات التى تحمل عبارة "هل صليت على النبى اليوم"، ومن المبررات التى سيقت تبريرًا لهذه الحملة, فالداخلية وعلى لسان اللواء عبد الفتاح عثمان، مساعد وزير الداخلية لشئون الإعلام، أشارت إلى أنه « سيتم القضاء على هذا الملصق فى وقت قريب" وسرد مسئول الداخلية خلال مداخلة تليفزيونية عددًا من المبررات القانونية حول قانون المرور، الذى يمنع وجود أى ملصقات على المركبات, مؤكدًا أن هذا الملصق "يحمل بين طياته وجهًا طائفيًا ", وانطلقت حملة لجمع غرامات من السيارات التى تحمل هذه الملصق - أغلبها ميكرباصات - وظهر عدد من الإعلاميين يعلنون ضيقهم من هذه الملصقات".
وظهر علينا وزير الأوقاف ليعلن أن انتشارها بهذا الشكل دون سبب واضح "مريب وخبيث", وأنها تهدف لأشياء ليست فى صالح الوطن."
يا جماعة "صلوا على النبى" ما تفعلونه هو عين الغباء الذى يصطدم ويصدم البسطاء، الذين لن يقتنعوا بما تقولون, فهم اعتادوا أن يبدأوا حكاياتهم وكلامهم بعبارة "صلى على النبى "التى نسمعها حتى من أصدقائنا وجيراننا المسيحيين, كما أنها ليست الملصقات الأولى من نوعها فى وسائل المواصلات التى تعج بعبارات وملصقات مثل "اذكر الله, ولا إله إلا الله" ودعاء الركوب...الخ".
كما تبدأ بها أغنيات الأفراح التى تربينا عليها "صلى عالنبى وامدح النبى حصوة ف عينك ياللى ما تصلى عالنبى – وفى مقولة أخرى ملحة فى عينك "وبالفعل كانت هذه الهجمة على هذا الملصق ملح وحصى فى أعين الجهات التى قامت بها, وزادت من انتشار هذا الملصق، وهذه العبارة على الواقع الافتراضى وشبكات التواصل الاجتماعى بوضعها على ملايين الصفحات أو بالسخرية من هذه الهجمة، ومن يقومون بها , وأخذ الجميع يتندر على شرطة مكافحة "الصلاة عالنبى", وحكى الكثيرون عن نوادر هذه الهجمة ونشروا صورًا لسائق توك توك علق على ظهر التوك توك ورقة مكتوب عليها "الورقة اللى بالى بالك", وقام آخرون بطبع المزيد من الملصقات وتوزيعها كيدًا فى هذه الحملة الفاشلة, وهكذا عشرات الحكايات التى تؤكد على غباء "إدارة مكافحة الصلاة عالنبى".
يا سادة صلوا على النبى, فنحن أمام احتمالين: فلو كان هذا الملصق مثله مثل عشرات الملصقات التى تنتشر دائمًا فى وسائل المواصلات وليس هناك جهة محددة مسئولة عن انتشاره فان الجهات الرسمية والإعلامية التى هاجمت هذا الملصق قد عملت بمنطق "الفاضى يعمل قاضى" وحاربت طواحين الهواء, وتركت قضايا كبيرة وأزمات ساخنة فى الشارع المصرى الذى لا يزال يفتقد الأمن والأمان لتتفرغ لمحاربة ورقة, وافتعل الإعلاميون فارغى الذهن والعقل والمنطق الذين يعشقون السفسطة والفذلكة قضية تجعل نفور الناس منهم يزداد أضعافًا مضاعفة , إضافة إلى أن تصريحات الشيخ مختار جمعة، وزير الأوقاف، زادت من اهتزاز صورة المؤسسة الدينية الرسمية والقناعة بأنها تدافع عن أى قضية تتبناها الجهات الرسمية خاصة وزارة الداخلية بصرف النظر عن منطقية هذه القضية. ولو صدقنا أن هناك جهة ونوايا خبيثة وراء انتشار هذا الملصق, فما هى الأضرار التى كانت ستقع بسبب انتشاره, وهل أدت هذه الحملة إلى القضاء على هذا الملصق كما أشار مساعد وزير الداخلية أم أنها زادت من انتشاره وسخط الناس ممن هاجموه وهو ما يحقق هدف الجهة الخبيثة التى نشرت هذا الملصق – إن صدقنا أن هناك جهة وراءه – ليكون غباء المهاجمين وليس ذكاء وخبث المروجين هو السبب وراء انتشاره بصورة واسعة , وهو ما ساعد فى استغلال القوى المتطرفة لهذه القضية لتشيع بين للبسطاء أن النظام يحارب الإسلام وليس الإخوان.
صلوا على النبى وارحمونا من الغباء الذى يخدم القوى المتطرفة ويزيد من سخط الناس ويصطدم بمشاعرهم ويستخف بعقولهم , فلوكانت كل قضايانا سيتم إدارتها بطريقة إدارة مكافحة ملصق الصلاة على النبى فقل على مصر السلام , وسمعونا صلاة النبى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة