حازم عبد العظيم

ويكيليكسات منظمات المجتمع المدنى

الأربعاء، 25 يونيو 2014 06:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وثائق عديدة من ويكيليكس ظهرت فى الفترة الأخيرة، وهناك أيضا وثائق يتم نشرها بموجب قانون حرية تداول المعلومات الأمريكى. إحدى هذه الوثائق وثيقة مهمة تم الإفصاح عنها تاريخها يرجع لـ 22 أكتوبر 2010 بعنوان: الشراكة الشرق أوسطية، وكانت تتحدث بصراحة وبدون مواربة عن دعم منظمات المجتمع المدنى، خاصة غير الحكومية، لتغيير السياسة الداخلية فى البلاد المستهدفة لصالح سياسة أمريكا الخارجية، واعتبارات الأمن القومى الأمريكى.

تنفيذ ذلك كان يتم عن طريق مبادرة تحت اسم «الشراكة الشرق أوسطية» من خلال دعم مباشر، ومنح مادية من مسؤولين بالسفارات الأمريكية فى الدول المستهدفة، وناشطين سياسيين يلقبون بـ«الإصلاحيين» فى كل دولة على خريطة الأجندة الأمريكية. والدول التى فى قائمة الأولويات هى: اليمن - السعودية - تونس - مصر - البحرين، ثم تمت إضافة ليبيا وسوريا لاحقًا. وكان هناك توجه واضح كما هو مكتوب فى الوثيقة بدعم هذه المنظمات من خلف الحكومات والسلطات الحاكمة لهذه الدول. كما أن الوثيقة أظهرت أن إدارة أوباما تنوى دعم جماعة الإخوان المسلمين وتحالفاتهم من جماعات الإسلام السياسى، لأنهم يرون أنهم متوائمون مع السياسة الخارجية والأجندة الأمريكية. وهذا الكلام فى 2010، أكرر فى 2010 يعنى قبل ثورة يناير. واللافت للنظر أنه فى هذه الوثيقة ذكر أنه تم تعيين السفير ويليام تايلور فى سبتمبر 2011 كمنسق عام للتحولات الانتقالية فى الشرق الأوسط من قبل هيلارى كلينتون، وقد كان سفيرًا للولايات المتحدة الأمريكية فى أوكرانيا وقت الثورة البرتقالية 2006 - 2009، إذن من الواضح جدا أن الإدارة الأمريكية زرعت عملاء لها من خلال منظمات المجتمع المدنى، وتمت تهيئة مسرح العمليات قبل ثورة 25 يناير. وأتذكر فى هذا السياق السيدة العظيمة د. فائزة أبو النجا التى حاربت بشجاعة ووطنية هذه المنظمات، وكانت تتعرض لهجمات شرسة من الخارج ومن الداخل. من الخارج كانت الصحافة الأمريكية، وأيضا الخارجية الأمريكية تهاجمها بشدة، ومن الداخل هاجمها الكثير «وأنا واحد منهم»، حيث كنا خاضعين لتأثير غيبوبة ما يسمى بمشروع الربيع العربى، ثم ظهرت وثائق أخرى من ويكيليكس فى 2008 و2009 عن تفاصيل لقاءات السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبى مع نشطاء وحقوقيين وشخصيات عامة وسياسية معروفة فى المجتمع المدنى بأسمائهم وتفاصيل الموضوعات التى تمت مناقشتها قبل ثورة يناير، ليس من مهمتى ولا مهمة أى أحد اتهام هؤلاء الشخصيات بالخيانة والعمالة المباشرة، فهى مهمة القضاء والنيابة، ولكن إذا افترضنا حسن النية وقتها أن هؤلاء الأشخاص لم يكن يعلمون ما يحاك لمصر والدور المشبوه الذى تقوم به السفارة الأمريكية، فإذن من الطبيعى أن نرى رد فعل عكسيًا، أو مراجعة لمواقفهم بعدما تكشفت وانفضحت المؤامرة تماما.. ولكن الغريب أنه لا أحد من هذه الشخصيات وقف ضد الموقف الغربى الأمريكى المشين من 30 يونيو، ومحاولتهم كسر إرادة الشعب المصرى لصالح الكيان الإخوانى العميل! بل نرى الكثير منهم لا هم لهم سوى الهجوم على الجيش والشرطة، واللعب بمظلومية رابعة الواهية تحت دعاوى حقوق الإنسان والديمقراطية. وحتى من وقف منهم مع إرادة 30 يونيو يكون متحفظا جدا فى موقفه ضد الغرب وأمريكا تحديدا، وتجده «يتفزلك» عليك ويقولك: المؤامرة ما هى إلا وهم من تدبير إعلام الدولة لتشويه ثورة يناير! ثم يتجعص ويقولك: السياسة مصالح يا عزيزى، والكلام عن المؤامرات من سمات الدولة الشمولية الكمعية العميكة.. طاب يا حبيبى ما هى مصالح طبعا.. ولكن الوصول إليها إما عن طريق مصالح متبادلة، واحترام إرادة الشعوب، أو عن طريق خطة تآمرية للوصول لنفس المصلحة، وتقسيم بلدك، وضرب جيشك وتفتيت مؤسسات الدولة يا كابتن! مازالت هناك علامة استفهام كبيرة جدًا جدًا على هذه الشخصيات والمنظمات التى تعاونت طواعية بمقابل أو بدون مقابل مع الأجندة الغربية، ولم تغير مواقفها، وبوصلتها متوقفة عند 25 يناير 2011.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة