الأم أسماء ح. ح 28 سنة ربة منزل والأب كمال ع. ك 33 سنة سايس جراج وابنتهما «جومانا» طفلة بريئة ذات أربعة أشهر والصفقة بيع الطفلة عبر سمسارة للاتجار فى الأطفال مقابل 85 ألف جنيه والسمسارة حصلت على 15 ألف جنيه. المكان: منشية ناصر. ولمن لا يعرف هى إحدى العشوائيات السراطانية التى تمددت فى جسد القاهرة طوال العقود الماضية وقرينة دامغة على ما فعلته حكومات مبارك بالشعب المصرى من تجريف وفساد وحرمان للأغلبية الساحقة من المصريين من أدنى حدود الحياة.
منطقة منشية ناصر مثلها مثل الدويقة وبطن البقرة وعزبة الهجانة وعشرات بل مئات المناطق العشوائية التى أهملها المسؤولون عقودا من الزمن وأصبح مجرد وجودها مثل «دمل» كبير فى جسد مصر. وحسب إحصاءات المركز القومى للبحوث فهذه المناطق تخرج فيها ثلثى الجرائم فى مصر من بلطجية وعنف ومخدرات وأيضا تطرف وإرهاب.
الحادثة قد تبدو فردية لكنها متكررة وتحدث فى الظلام. أب وأم يكرهان عيشتهما للدرجة التى يتخلصان فيها من طفلتهما باتفاق مسبق ووعى كامل بأنهما يبيعان فلذة كبدهما فى سوق نخاسة عصرى وتجارة للبشر فى القرن الواحد والعشرين.
أن ظاهرة زنا المحارم تنتشر فى هذه المناطق كالنار فى الهشيم وتشهد سجلات الشرطة بلاغات أسبوعية عن بنات تغتصب من ذويهم الأب أو العم أو الخال أو الخال أو الأخ أو زوج الأم.. بل وصل الأمر للحمل السفاح والتخلص من الأجنه لدفن الفضيحة.
هذا يحدث فى مصر المحروسة والنخبة مشغولة بقضايا الأبراج العاجية والتنظير والسفسطة الفارغة. الحكاية مقززة وتفاصيلها أكثر استفزازا وعلم الاجتماع يقول إن انهيار منظومة القيم لا يتم عبر يوم وليلة بل هو تراكم لسلسلة من التنازلات الأخلاقية وعندما يجد المواطن نفسه رخيصا وبلا قيمة وعندما يفتقد الكرامة أمام نفسه فلن يمنحها للآخرين حتى أقرب الناس لجلدته هل نحن مجتمع مريض؟ هل اتسع الخرق على الراتق. لماذا تتزايد ظاهرة التحرش والاغتصاب بكل هذه الصور غير المسبوقة ويقترن بها كل هذا العنف والقسوة.
إذا أردت وضع يدك على الأسباب الحقيقية لهذا الانهيار الأخلاقى فتش عن الفقر والفاقة والبطالة وأيضا عن أسباب انتشار الترامادول فى المناطق الشعبية وبعد كل هذا عليك أن تتساءل – ضمن التناقضات المركبة – كيف سينفق هذا المجتمع أربعة مليارات على الطعام فى شهر رمضان؟ هل لديكم إجابة؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة