خريطة شعر العامية فى مصر عريضة ومتنوعة، ولكنها محاصرة، ربما بسبب غياب النقد وعدم وجود جوائز تسلط الأضواء على موهوبيها، شعراؤها كثيرون جدا ويعتقد كل واحد أنه أهم شاعر، وارتكبت برامج التوك شو وبعض الصحف جرائم فى حق فن الشعر عندما أعلت من قيمة أصوات ضعيفة فنيا فقط، لأنها تنتقد فلانا أو تتحدث فى موضوع ثورى، مشكلة شعراء العامية الشباب أن أساتذتهم قدموا إنجازا من الصعب تجاوزه، منذ بيرم وبديع، مرورا بجاهين وحداد والأبنودى وقاعود وحجاب وطبعا نجم وغيرهم، كل واحد له طعم مختلف ويقنص الشعر من طريق يخصه هو، فى الأجيال التالية ظهرت أصوات رائعة لا شك مثل إبراهيم عبدالفتاح ورجب الصاوى وطاهر البرنبالى ومجدى الجابرى ومسعود شومان وبهاء جاهين وأمين حداد وغيرهم، ثم جاءت القطفة الأخيرة التى ينتمى إليها جيل مصطفى إبراهيم وسعيد شحاتة، وهى القطفة التى تراهن جائزة أحمد فؤاد نجم على تسليط الضوء عليها.
الجائزة التى خصصها رجل الأعمال نجيب ساويرس تخليدا لذكرى صديقه بدأت منذ الأحد الماضى فى تلقى الدواوين ولمدة شهر، هى للشعراء تحت الأربعين، وتتلقى الأعمال التى صدرت منذ 2010 حتى الآن، وستبدأ كل عام فى عيد ميلاد الفاجومى يوم 29 مايو، وتعلن فى ذكرى رحيله فى 3 ديسمبر، وأعتقد أنها ستكشف عن مواهب مدفونة ضاعت فى وسط المناخ الغوغائى الذى عشناه فى السنوات الأخيرة، وهى المواهب التى كان يبشر بها أبوالنجوم الذى لم يحصل على جائزة فى حياته، لأنه لم يتقدم ولا يريد.