غدا يحتفل الشعب المصرى بالذكرى الأولى لثورة 30 يونيو ومن حق هذا الشعب العظيم أن يفرح ويفتخر ويعتز بثورته التصحيحية فى 30 يونيو، من حق هذا المارد الذى أذهل العالم وحقق المعجزة البشرية أن يواصل أفراحه دون أن تهزه صيحات هناك أو كلمات مخمورة متسكعة هنا، فالنصر فى النهاية لإرادة الشعب وللشرعية التى سطرها يوم 30 يونيو وفرضها على الجميع فى الداخل والخارج. وها هو الآن يحصد نتائج ثورته الأسطورية.
على الشعب أن يفرح فقد حقق الشىء الكثير والكثير جداً الذى سيتوقف أمامه التاريخ طويلاً، فكما قلب نظريات استراتيجية وعسكرية فى حرب أكتوبر المجيدة بإرادته وعزيمته وإيمانه بقيمة هذا الوطن والتضحية من أجله، وكما فعلها فى تأميم القناة، فقد فعل الشىء ذاته وربما يفوقه بخروجه المذهل فى يونيو ضد نظام الإخوان الاستبدادى ورئيسه المعزول، فسوف يسجل التاريخ أن اندفاع هذا الشعب كالإعصار فى هذا اليوم أزاح من أمامه كل حسابات السياسية والاستراتيجية التى دائماً لا تنظر إلى الشعب فى معادلاتها الجامدة والصلبة. وكما تحطمت الأوهام عند الظهيرة فى أكتوبر 73، فقد سقط المشروع الإخوانى فى ظهيرة 30 يونيو، بدأ كل من روج له التخلى عنه ليس فى المنطقة فقط بل فى العالم أجمع مع استكمال بناء الدولة المصرية الجديدة بخارطة المستقبل السياسى، الكل أدرك مع تكشف الحقائق أن يونيو هى ثورة شعبية صميمة انحاز لها الجيش وانتصر لها. فالرهان الأمريكى على الجماعة وتابعيها فى وراثة مقاليد الحكم فى المنطقة العربية سقط وخسر، وأقرت الإدارة الأمريكية بفشل أوهامها فى المنطقة واعترفت بنظام الدولة المصرية الجديدة.
الشعب المصرى أيضاً أسقط أخطر حلف دينى دخلت فيه مصر بغباء سياسى منقطع النظير تنفيذا لمخطط الفتنة والتقسيم فى العالم العربى والإسلامى وهو الحلف السنى فى مواجهة الشيعة، عندما قرر المعزول قطع العلاقات مع سوريا واعتبارها معركة سنة وشيعة.
30 يونيو أيضاً أسقطت أوهام القيادة والسيطرة فى المنطقة من جانب أنقرة وتل أبيب وأعادت مصر إلى دورها القيادى فى الوطن العربى وفى أفريقيا بعد أن عادت مصر إلى حضن قارتها السمراء. الشعب المصرى فى يونيو أعاد التاريخ مرة أخرى إلى مساره الصحيح منذ آلاف السنين بحكم الموقع والمسؤولية الوطنية والقومية.