فى مصر والعالم العربى تحديداً وتركيزا على بشاعة قصص العنف المدروس، المتطور تبث وسائل الإعلام يومياً الآلاف من القتلى، والمذبوحين، والمحروقين والممثل بأجسادهم، المهشمة رؤوسهم، والمنزوعة حناجرهم، حتى حوادث الاغتصاب، والسرقة أصبحت لا تخلو من التعذيب والإذلال، والفتك بالضحية، حديثى تحديداً عن العنف وليس القتل لأن الآن مع التطور الرهيب الذى نشهده فى كل ما يحيط بنا توحشت وتنامت أشكال العنف، وأنواع التعذيب والفتك بالجسم البشرى، وكثرت أشكال الإماتة من الإذلال حتى التعذيب والموت أسئلة تدور فى رأسى بنظرتى لحوادث اغتصاب مثلاً، أو (مجزرة) بين قبيلتين، أو عوائل كالتى اشتعلت فى أسوان بين قبيلتى (الدابودية)، والهلايل التى أسفرت سابقا عن وقوع أكثر من 25 قتيلاً..
جلست وأمسكت بقلمى على الخشب أنقر بسخط
هل العنف قانون الطبيعة؟
هل الإنسان بطبعه حيوان قاتل لأنه وحده عاقل يقتل ابن جنسه عامداً متعمداً؟
وحده يقتل ويمثل بالجثث ويتفنن فى تنويع، وتبشيع وسائل الإبادة والقتل والتمثيل!! هل ما يحدث من أشكال قتل وتمثيل نتيجة أن القاتل يشعر دائماً أنه مهدد فى وجوده؟، فتسول له نفسه أن يؤذى الآخرين، ويتوهم موت الآخر ضمانا لبقائه؟
تنامى وتوحش القتل والتمثيل بالجثث سواء فى أسوان، أو السلوم أو المحروسة من شرقها لغربها، والعالم العربى أجمع (عنف متطور لأقصى المراحل) (قتل، حرق، تمثيل بالجثث، واللف بها فى أنحاء المكان لعرض الذبيحة أو الغنيمة لمن لم يحالفه الحظ ولم يحضر ساحة القتال) فى حاجة غلط !! نعم أؤمن بالموت، واعلم أن الموت موجود فى كل مكان بالطبيعة. ولكن القتل وما يليه من خطوات انتقامية يختص بها الإنسان وحده.. الإنسان الذى استخدم عقله (الطبيعة تدمر وتقتل، لكنها لا تدرى أنها تفعل فهى بمعنى ما ((بريئة))، يمكن للحجر أن يسقط فوق رأسك ويقتلك، ولكنه لا يريد ذلك ولا يبيت النية، الكارثة الطبيعية مميتة لكنها غير مجرمة، يجوز الكلام عن قوة الزلازل المدمرة، أو قوة البراكين والأعاصير، والتسونامى التى تبيد قرى لكنها لا تعى ما تفعل ولا سابق معرفة ولا نية إجرامية مبيتة، الماء نفسه الذى هو أحد مصادر الحياة من السماء أم من الأنهار يمكن له ويتسبب فى القتل أحياناً لكن من الحماقة ادعاء أنه شرير، أو أنه عنيف (الإنسان وحده قاتل لأنه عاقل) ولأنه وحده وهبه الله العقل الذى يستخدمه فى القتل والتعمد والعنف والنية يجب أن نعمل العقل يجب دراسة أنواع وأشكال العنف، يجب ترويض العقل البشرى العربى والتحكم فى مستوى العنف يجب الاعتراف بتنامى العنف فى المجتمع بأنه حقيقة تتطور للأبشع باختلاف أسبابها، فمعرفة العنف، وأسبابه ودوافعه تعنى أكثر من مجرد اتقائه تعنى، احتقاره، تعنى القضاء على دوافعه من ضمن مشاكلنا، أننا أحياناً نرفض الاعتراف بالمشكلة لعدم تشويه الصورة التى يتضح تشوهها بالفعل ونتعامى عنها.. هناك مادة كانت تدرس (مادة الأخلاق) 1934 للمؤلف أحمد أمين لا أعلم أين ذهب الكتاب فى ظروف غامضة، ما أحوجنا للوعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة