أكرم القصاص

الطريق إلى مزاج الشعب

الخميس، 05 يونيو 2014 07:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«مش هم دول اللى كانوا فى التحرير».. كانت هذه الجملة ومازالت تصدر من مواطنين، يريدون لعب دور المواطن الفاهم، وهم مجرد أفراد فى مجموع. ترددت بعد يناير، وتكررت ولاتزال تتكرر فى مواجهة ملايين المصريين الذين نزلوا عفويا بالملايين إلى الشارع، ليحتفلوا بانتخاب الرئيس، فى احتفال يحمل فرحا وحلما وترقبا. ومن هؤلاء من نزل فى يناير وما بعدها، ومنهم من احتفل برئيس خرج ضده بعد شهور. لم يلتفتوا لمن يرفعون شعارات الثورية، ويتعالون على الناس، يسخرون من جموع يزعمون أنهم يريدون قيادتها.

«مش هم دول» كانت بداية ظهور تيار جديد يعتبر نفسه الثورة، وبدلا من أن يحاول فهم ما يجرى بعد ثورة يناير، اكتفى بدور عواجيز «الثورة»، بصرف النظر عن السن. تصور بعضهم أن الثورة يمكن أن تنتهى وتتم وتحقق أهدافها فورا، لم يلتفت إلى أن الملايين فى الميدان، تبدو واحدة فى مشهد واحدا، لكنها مع كل اقتراب تبدو متعددة، فى الوجوه والمصالح والأهداف والقدرة على الصبر.

لم يدرك البعض أن الأحداث سوف تدخل فى مسارات السياسة، وتوقفوا عند لحظة الميدان، يقيسون عليها كل ما يأتى، لا يعرفون أن الميدان كان متنوعا ومتعددا، وحتى التنكيت والفكاهة نفسها كانا عنوانا لكثيرين من المجهولين من كل اتجاه شاركوا فى الثورة، واختفوا ليظهر فى الصورة زعماء من كل شكل ولون. بعضهم كان حديث عهد بالعمل العام، تصور أنه وحده حرك هذه الجموع التى كانت تخرج عفويا. وكلما عجز عن فهمها، سخر منها.

قبل مظاهرات يناير لم يتوقف المصريون عن الابتسامة والسخرية وهم ينظمون أنفسهم، وقبل 30 يونيو سبقتها حالة من الاعتراض والسخرية من نظام يرفع شعار الثورة، ويفعل كل ما يخدم نفسه وتنظيمه.

المصريون لا يحبون العكننة والنكد، ومن أراد أن يعرف المفاتيح الأصلية لن يجد نسخة واحدة نهائية، ولهذا يصاب البعض بالارتباك من تفاصيل تبدو متناقضة ومتداخلة، مع أنها بسيطة لدرجة التعقيد.

مزاج الشعب يمثل مفتاحا لفهم الجموع. ومشكلة قطاع من متصدرى المشهد أنهم يريدون أن يبدوا مختلفين، كلما شعر أنه مستبعد من المشهد، يتعالى على الجموع، ويلجأ إلى تسفيه مالا يفهمه، ومن دون أن يقدم تصورا مفهوما، هو غاضب ورافض ومقاطع طوال الوقت. فى مواجهة كل مالا يفهمه. بينما الطريق هو معرفة مزاج المصريين، فهو الطريق لفهم أكثر لمفاتيح المصريين. وهى مفاتيح بسيطة لدرجة التعقيد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة