الفن والثقافة، هما صوت الحق وضمير الأمة ولم يستطع أى نظام على مر العصور أن يكبلهما أو يخنق صوتهما مهما كان، ففى الوقت الذى حرم وانتقد به النظام الإخوانى البائد الفنون وعلى رأسها فن "الباليه" وطالبوا بإيقاف الميزانية المخصصة له من قبل وزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية، واعتباره كفرا، رقص أبرز فنانيه بالشارع أمام وزارة الثقافة واعتبروا رقصهم سلاح فى وجه من يعادى فنهم.
ومن هنا قدم الفنان هانى حسن، راقص فرقة باليه أوبرا القاهرة بصحبة بعض أعضاء الفرقة "رقصة الحياة" الخاصة بعرض زوربا العالمى، بل وأشرك معه الجمهور فى معظم الفعاليات ليكون بمثابة رسالة موجهة من اعتصام المثقفين إلى العالم تكشف عن جهل هذا النظام، وتقدم نموذجا هو الأكثر تحضرا لمواجهته للإرهاب بالرقص.
ويسرد هانى حسن، راقص الباليه المشارك فى الاعتصام لـ"اليوم السابع" تفاصيل تقديمه لتابلوهات الباليه العالمية فى الشارع، الأمر الذى أثار الرأى العام المحلى والعالمى فى ذلك الوقت قائلا: الرقص بالنسبة لنا ليس مجرد مهنة نمتهنها أو عمل روتينى نقوم به، إنما يمثل لنا الحياة والأكسجين الذى نتنفسه، وعندما أراد هذا النظام الجاهل أن يحرمنا إياه، فشعرنا وكأنه يسلبنا الحياة، وهذا ما لا يستطع أن يتقبله أى فنان.
مضيفا، ومن هنا قررنا أن نحاربهم على طريقتنا الخاصة، بعيدا عن أساليبهم وأسلحتهم التخريبية الدامية، إنما بسلاح هو الأقوى والأكثر تأثيرا وهو الفن، ولكن هذه المرة لم يكن داخل قاعات الأوبرا المغلقة إنما رقصنا فى الشارع متحدين أى قامع أو راغب فى إخماد أصواتنا.
متابعا "وكان اختيارى لرقصة الحياة الخاصة بعرض زوربا العالمى ليس مجرد اختيارا عشوائيا، إنما كان هدفى منه مخاطبة الرأى العام المحلى والعالمى فى الوقت ذاته ومحاولة تحريكه، وهذا ما حدث بالفعل فبمجرد تقديمنا لأول فعاليه ضمت رقصة الحياة أمام وزارة الثقافة المصرية، بدأت أنظار العالم تتوجه ألينا وبدأت الصحف ووكالات الأنباء العالمية تتحدث عن المصريين اللذين عندما حرم عليهم الباليه رقصوه فى الشارع متحدين نظام الحكم ضاربين به وبأحكامه عرض الحائط.