ناجح إبراهيم

كلمتى للرئيس عبد الفتاح السيسى

الخميس، 05 يونيو 2014 07:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فاز المشير عبد الفتاح السيسى فى الانتخابات الأخيرة لرئاسة الجمهورية، مكتسحًا خصمه حمدين صباحى.. وإنى إذ أهنأ المشير السيسى بهذا الفوز الكاسح فإنى أطالبه أن يستغل هذه الشعبية الكبيرة، وكذلك دعم مؤسسات الدولة له لإصلاح مصر وإعادة بناء مؤسساتها على قاعدة الكفاءة لا الولاء ومحاربة الرشوة والفساد والتسيب والبيروقراطية والتوريث فى كل الوظائف فى مصر. وينطلق بهذه الشعبية الكبيرة لإنجاز كبير يخدم مصر والمصريين.

وهذا الفوز يلزمنى أن أوجه لسيادة الرئيس هذه الرسائل الهامة من باب أداء واجب النصح وإبراء الذمة:
أولا ً: شرعية الإنجاز تكمل شرعية الصندوق:
سيدى الرئيس: إن الفوز فى الانتخابات الرئاسية يعطى الصك الأول للشرعية أو ما يمكن تسميته ببداية الشرعية.. أما دوام الشرعية واستمرارها فى قلوب ونفوس من أعطوك أصواتهم فتحتاج إلى الإنجاز الجيد والمستمر والمتواصل وحل كل المشكلات التى يحتاج إليها المواطن المصرى، الذى يحب أن يرى تحقيقًا للوعود الانتخابية على أرض الواقع وفى دنياه وحياته.

وصكوك شرعية الإنجاز أراها أقوى بكثير من صك شرعية الانتخابات والصناديق، حيث إن شرعية الإنجاز تلزم من صوت للرئيس السيسى ومن لم يصوت له بقدرته على الإنجاز فى كل الملفات.

وقد جاء الرئيس السادات بعد عبد الناصر رحمهما الله، وكان هناك قطاع من الجمهور المصرى لا يثق فى قدرته على قيادة مصر. وحجب الكثيرون أصواتهم عنه فى البداية، وأذكر أنه خطب فى بداية حكمه قائلا ً: "إن مهمتى الأولى أن أقنع الذين صوتوا ضدى أن يكونوا معى ويدركوا قدرتى على الإنجاز.. فلما انتصر فى حرب أكتوبر 1973 صار الشعب المصرى كله معه بلا استثناء وأحبوه حبًا كبيراً.. لأنهم رأوا منه إنجازًا عظيمًا يتحقق على الأرض.. فضلا ً عن إنجازاته الأخرى.
إن شرعية الإنجاز هى الشرعية الأعظم والأبعد مدى.. ولكنها شرعية صعبة جدًا، خاصة إذا أدرك الجميع حجم العقبات التى تئن منها مصر والمشكلات التى تواجهها، إذ أن الرئيس السيسى سيستلم مصر وهى شبه مهلهلة وممزقة ومدمرة اقتصاديا ً وسياسيًا وإنسانيا ً وإقليميا ً ودوليا ً.. وعليه أن يعالج كل ذلك بحكمة وتؤدة وصبر وسرعة ودقة.
ثانيا ً:- رجال حول الرئيس:
مساعدو ومعاونو الرئيس.. أى رئيس.. هم واجهته وعنوانه وصورته أمام شعبه والعالم كله.. وهم صلته الرئيسية بكل مؤسسات الدولة وهم همزة وصله بالراغبين فى الوصول إلى الرئيس من العلماء والقادة والساسة.. إنهم الوجه الآخر للرئيس.. فالرئيس لا يرى إلا عبر معاونيه ومساعديه ورجاله.. ولا يقرر إلا من خلال تقاريرهم وآرائهم.
وأول من نبه إلى أهمية الرجال حول الرئيس أو الحاكم هو الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال صلى الله عليه وسلم "ما بعث الله من نبى ولا استخلف من خليفة (أى حاكم) إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه.. والمعصوم من عصم الله" رواه البخارى.

وقد عبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن الرجال حول الرئيس باسم البطانة، وهو تعبير محكم ومعبر عن أثر مساعدى الرئيس ومعاونيه فى قراراته وتوجهاته.

لقد عبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن معاونى الحاكم أو الرئيس بالبطانة، لأنها الفيصل فى صلاح الحاكم أو فساده أو عدله أو ظلمه أو صحة مسيرته أم خطئها. فبطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وهى التى تحب الوطن والحاكم وتريد لهما الخير وتسعى لخدمة الوطن وليس مصالحها، وأخرى تحثه على الشر وتعينه عليه وهى التى تكره الوطن والحاكم ولا يهمها سوى مصالحها ولا تهتم إلا بما تجنيه من وراء علاقتها بالحاكم.
لقد كان عمر بن عبد العزيز مهمومًا جدًا باختيار رجاله ومعاونيه وهو يخطو أول خطوة نحو قصر الحكم.. ففى أول يوم من أيام حكمه عزل أميرى مصر وأفريقية المتجبرين.. فأما أمير مصر أسامة التنوفى، فلأنه أنزل بأهل مصر الأهوال وألقى بمعارضيه فى النيل لتأكلهم التماسيح فلما قيل له: إن أسامة لا يرتشى ديناراً ولا درهما وحسبه هذا فضلا ً، رد عليهم عمر قائلا : "أنا أدلكم على من هو شر من أسامة ولا يرتشى دينارا ً ولا درهما ً عدو الله إبليس".
أما أمير أفريقيا فكان يعذب معارضيه بين يديه وهو يسبح ويحوقل، لقد عزل عمر بن عبد العزيز كل رجال الحجاج بن يوسف.. لأنهم تعلموا الظلم على يديه.
والناس الآن - يا سيدى الرئيس، فى مصر معرفون بالاسم والرسم، الوطنى والنظيف معروف، والحرامى معروف، والصادق والكاذب والانتهازى والأنانى معروفون، ولا حجة اليوم لأى حاكم أن يسئ اختيار مساعديه ومعاونيه، وخاصة أن الرئيس السيسى ترأس أجهزة أمنية عديدة تعلم دبة النملة فى مصر كما يقول العوام.

فعليك يا سيدى الرئيس ألا تجامل أحدًا.. فمجاملة عبد الناصر لصديقه عامر وترقيته استثنائيا من رائد للواء فمشير ليقود جيش مصر كلفت عبد الناصر وعامر ومصر الكثير. كما أن مجاملة مبارك لزوجته وأولاده وآخرين وتسلميهم مقاليد الحكم أدى إلى تدمير مصر ثم الإطاحة به.

أما الملك فاروق فلم يضيعه سوى رئيس الديوان الملكى.

أما د.مرسى فلم يضيعه سوى أنه رهن قراره وعقله لغيره من قادة الإخوان.. وأصبح قراره صدى لقرار آخرين أضاعوه ولم يفيدوه.

يا سيدى الرئيس أعوانك عنوانك..أعوانك مرآتك..وأعوانك هم صلتك مع شعبك.. فأحسن اختيارهم وأنت أدرى بهم جميعًا.. فلا تتهاون فى ذلك أبدًا.
ثالثا: إقامة العدل بين الناس:
العدل يا سيدى الرئيس أساس الملك.. وعليه قامت السماوات والأرض ولأجله أنزل الله الكتب وأرسل الرسل وأقام الموازين يوم القيامة والعدل يا سيدى الرئيس ضائع فى بلادنا.. لا يعرف الفقير واليتيم الضعيف إليه سبيلا.. فلا يدرك هؤلاء حقوقهم ماداموا لا يملكون مالا للرشوة.. أو واسطة يصلون بها إلى حقوقهم.

يا سيدى التوريث والرشوة والفساد المالى والإدارى والمحسوبية أصبحت ترتع فى الجهاز الإدارى الحكومى.

نريد أن يطبق العدل على الجميع.. وينفذ القانون على الجميع دون استثناء.. فميزان العدالة أعمى لا يميز الغنى من الفقير ولا صاحب السلطة من الإنسان البسيط.. وأكثر الوزارات رشوة وفسادا ومجاملة هى الوزارات التى تحتك بالجماهير ومصالحهم.
لقد نخر الفساد فى مؤسسات الدولة المصرية، فهى تتعامل مع المواطن المصرى طالب الخدمة كالأجرب وكالعبد الآبق، لا تعطيه أى خدمة إلا بعد أن تذله وتهينه وتستلب ماله وتضيع وقته.
رابعا ً:- إجراء مصالحة وطنية شاملة تصهر كل التيارات السياسية المصرية فى بوتقة الوطن وتذيبهم جميعا فى منظومة خدمته.. فليس من المعقول ولا المقبول أن يكون فى مصر دائما ً فصيل فى الحكم والآخر فى السجن. فهل نحن حقا ً أمة الإقصاء..و"كلما حكمت أمة لعنت أختها وسجنتها وجعلتها خلف الشمس".. فعليك يا سيدى الرئيس مسؤولية كبيرة فى جمع شمل هذه الأمة المصرية الممزقة.

ولا يعقل أن يكون التيار الإسلامى قى حالة صراع بينه وبين دولته فلابد من دمج هذا التيار بفصائله المختلفة فى خدمة الوطن، وأن نصل إلى حلول مرضية وعادلة ومتسامحة فى الوقت نفسه مع هذا التيار، وألا نعمم الحكم عليه وأن نفرق بين من يفجر أو يقتل أو يغتال وبين المسالمين منهم وأن نميز بين الإسلام الدعوى والتربوى والإصلاحى والإسلام الخدمى والاجتماعى والإسلام السياسى، وأن نفرق بين أهل العنف منهم وبين من يعارض بسلمية وألا نغلق أبواب الدعوة والتربية والخدمات الاجتماعية أمام هذا التيار الواسع إذا ما اصطدمت الحكومة بفصائل الإسلام السياسى. وعليك يا سيدى بإشراك الجميع بحسب كفاءته دون إقصاء لأحد أو مجاملته.. واحذر يا سيدى أن تختار على أساس الولاء دون الكفاءة.
خامسا ً: إيقاف نزيف الدم المصرى الذى يعيشه المصريون اليوم ما بين قتلى الجيش والشرطة من جراء التفجيرات والاغتيالات أو قتلى الشباب المتظاهر فى الشوارع أو الجامعات.. فكلاهما ابن لمصر..وكلاهما معصوم الدم..وكلاهما تحتاجه مصر.. فهذا هو الملف الأول والأخطر.
سادسًا: القبض على كل البلطجية فى مصر كلها فى العام الأول من حكمكم
سابعا: الإفراج عن طلاب الثانوى والجامعة وكبار السن الذين لم يدانوا فى أعمال عنف أو تفجيرات كبداية للإفراج عن السجناء الإسلاميين الذين لم يدانوا فى أعمال عنف أو تفجيرات واغتيالات.
ثامنا ً: جمع كل الأسلحة الثقيلة والخفيفة من مصر كلها وخاصة المناطق الحدودية والصعيد خلال العام الأول من حكمكم.. وإلا ستتواصل مسيرة قابيل وهابيل بين المصريين والتى وصلت إلى أبشع معدلاتها.
تاسعا ً: إعادة فتح كل المصانع المغلقة فى خلال 6 أشهر وإنشاء ألف مصنع كبير كل عام من حكمكم.
عاشرًا: إصلاح العلاقات المصرية العربية من جهة وإعادة مصر مرة أخرى كرائدة للدول العربية ليس بالقهر ولا بالتسلط ولكن بالعلم والفكر والثقافة وخدمة الآخرين والدفاع عنهم ورعايتهم وإصلاح علاقات مصر بالمنظومة الإقليمية الشرق الأوسطية من جهة.. والإفريقية من جهة.. وإعادة دور مصر العربى والإقليمى والإسلامى والأفريقى مرة أخرى.. والتصالح مع كل الدول التى حدثت معها مشاكل عقب 25 يناير أو 30 يونيه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة