والله لو الأمر بيدى فى هذا البلد لما تركت هذا الرجل العظيم، المستشار عدلى منصور، يرحل من منصبه كرئيس للجمهورية، وأن يظل المشير السيسى وزيرًا للدفاع، والمهندس إبراهيم محلب رئيسًا للوزراء، وأن تمتد المرحلة الانتقالية بهذا الفريق الرئاسى حاكمًا للبلاد والعباد إلى أن تستقر مصر نهائيًا حتى ولو طالت هذه المرحلة إلى أربع سنوات، وأن تجرى الانتخابات البرلمانية فى هذه المرحلة. والحقيقة أن السبب وراء تفضيلى لهذا السيناريو هو وجود المستشار عدلى منصور، هذا الرجل العظيم، على رأس هذه المنظومة الرئاسية، فالرجل يمتلك قدرًا كبيرًا من العطف والمحبة لشعب مصر، وهو ما ظهر فى خطبة الوداع الأخيرة للمستشار عدلى منصور، حيث جاءت كلمات الوداع لهذا الرئيس العظيم لتعكس بالفعل محبة وعطف وحب المستشار عدلى منصور لكل أبناء الأمة جميعًا، لم يفرق الرئيس عدلى منصور فى خطبة الوداع بين فئات وطبقات هذه الأمة.
لقد جاءت خطبة الوداع الأخيرة للمستشار عدلى منصور مؤثرة بصورة كبيرة، لأنها عكست الصورة الحقيقية لهذا الرئيس الذى تحمل الكثير من الشتائم والتشهير من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، والتى نالت من هذه الشخصية العظيمة، ووصفته بصفات وألفاظ جميعها لا ينطبق إلا على الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى الذى لم يكن سوى مندوب لمكتب الإرشاد، وكان مجرد رئيس ألعوبة فى يد سيدَيْه خيرت الشاطر ومحمد بديع. لقد استخدمت الجماعة كل قاموس الشتائم ضد المستشار الجليل عدلى منصور، والسبب أنه وافق على أن يتحمل المسؤولية فى قيادة البلاد بعد الإطاحة بالرئيس الإخوانى الفاشل، وأنه نجح فى أن يعيد لمنصب الرئيس هيبته ووقاره بعد أن «مرمط» الرئيس الفاشل محمد مرسى بهذا المنصب الأرض، وجعل منصب الرئيس «مسخة»، وأزال عنه الوقار والرهبة. لقد نجح عدلى منصور فى قيادة مصر لمدة عام، بينما فشل محمد مرسى فى ذلك، ولهذا جاءت خطبة مرسى قبل عزله مجرد تخاريف رئيس لا يصلح حتى أن يكون عمدة قرية، لهذا استحق السخرية والعزل، بينما جاءت خطبة الوداع الأخيرة للمستشار عدلى منصور رصينة وقوية وممزوجة بكل رسائل الحب لشعبه والنصائح المهمة لمن سيخلفه فى حكم مصر، فاستحق الرئيس العظيم عدلى منصور أن نبكى على مغادرته المنصب، لأننا جميعًا شعرنا بأن هذا الرجل من نوعية الرجال المحترمين الذين حكموا مصر.