إبراهيم داود

الرئيس السابق

الإثنين، 09 يونيو 2014 03:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الرئيس السابق عاد إلى البيت، أنجز مهمته على خير وجه، كنا نتذكر اسمه بصعوبة فى الأيام الأولى من مجيئه، بتنا نستطعم نطقه بسبب خطواته الوقورة الواثقة، الرئيس السابق أشار إلى أجمل ما فى المصريين بطيبته الكلاسيكية المحببة، ملامحه المحايدة كانت تخبئ مشاعر جياشة ظهرت فى الوداع، أحبه البسطاء لأنه منهم، وأحبه المثقفون لأنه منهم وأيضاً العلماء وبالطبع رجال القانون، حتى الرئيس الأسبق المعزول «كان شايفه راجل كويس؟!»، الرئيس السابق يملك قلباً أخضر ويدا بيضاء، لم يحرض على الكراهية ولم يستغل سلطاته الكثيرة ليغرق الإعلام بصورته، تحدث باقتضاب وبلغة عربية سليمة خالية من الزخارف والمبالغات، القاضى الذى يستمع كثيراً قبل أن يصدر حكماً.

الرئيس السابق كان يطل فى اللحظات التى ينبغى أن يرد الاعتبار فيها لمصر المبدعة، بعد غياب 33 عاماً، أعاد الاحتفال بعيد الفن، جاء لترميم الشروخ التى تسبب فيها سابقوه، هو أول رئيس فى تاريخنا الحديث يزور المقر الباباوى بالكاتدرائية المرقسية، ليس تفضلاً ولكن إحساساً بالمسؤولية تجاه شعبه، قام بتكريم فريق تحكيم طابا ليذكر المصريين بحدودهم الوطنية التى دفعت دماء الشهداء لترسيمها، وحاول الإخوان التفريط فيها لكى تزدهر تجارة الخلافة المسلحة، صدقه الناس لأنه صادق، الجهامة التى فرضها عليه المنصب الجليل لم تمنع ابتسامته الخفيفة من السطوع، مشاعره الريفية الودودة صبغت وقاره بطفولة ناصعة، هو رجل جليل طيب، لا يريد شيئاً لنفسه، متواضع لم يدع بطولة وعملا وكأنه مرؤس من شعبه، سيضعه التاريخ مع الزراع والمتصوفة والبنائين، وسيذكر أنه أول رئيس ينتخب من جلس على مقعده.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة