لا أتخيل أننا فى حضرة شهر رمضان الكريم دون أن نرطب آذاننا يوميًا بقطعة شعرية من ديوان المسحراتى الذى كتبه الراحل الفذ فؤاد حداد، حيث مازلت أذكر جيدًا كيف كانت الإذاعة المصرية - البرنامج العام - تذيع يوميًا فى تمام الثانية إلا خمسا من صباح كل يوم حلقة من المسحراتى، وكنا نلتف - أبى وأشقائى - حول الراديو لننصت بتركيز شديد إلى الشعر البديع الذى يسيل من قصائد المسحراتى المتنوعة.
لقد ابتكر فؤاد حداد - أشعر الإنس والجن كما وصف نفسه ومعه حق - فكرة المسحراتى بعد هزيمة 1967، ليستنهض الشعب من مستنقع الضياع، وليعزز فيه شعور المقاومة ورفض الانكسار، ومثلما يوقظ المسحراتى النائمين فى ليالى رمضان استعدادًا للصيام، فإن مسحراتى فؤاد حداد يسعى إلى رجرجة النفوس الخاملة وهز الأرواح المستسلمة لمواجهة المصير المحتوم والتأهب للمعركة المقبلة.
بلفتة بالغة الذكاء تلقف الفنان سيد مكاوى قصائد المسحراتى، ووضع لها لحنا غير مسبوق يتكئ على الطبلة فقط، والأداء الإيقاعى المنغم الذى برع فيه مكاوى بشكل كبير.
ولأن الأجواء التى تمر بها مصر اليوم تشبه - بصورة أو أخرى مناخات ما بعد 1967 - فإن الحاجة إلى استلهام المسحراتى باتت ضرورية، فما أحوجنا إلى إيقاظ الهمم، واستعادة فضيلة إتقان العمل، لذا قررنا فى موقع كايرو دار - بوابة اليوم السابع المعرفية والتعليمية - إعادة بث حلقات المسحراتى بامتداد أيام الشهر الفضيل، وفى التوقيت نفسه تقريبًا الذى كانت تذاع فيه فى القرن الماضى، أى فى الثانية صباحًا.
من أجمل قصائد المسحراتى تلك التى كتبها فؤاد حداد «1927/ 1985» عن الشباب المصرى المتعلم الذى ذهب إلى أوروبا ليواصل مهمته فى تلقى المزيد من العلم، دون أن ينسى وطنه ودينه. يقول شاعرنا المذهل: «مسحراتى منقراتى أنا باسحر المبعوثين/ أولاد يا ربى فى ألمانيا غرب وألمانيا شين/ لجلٍ يعودوا متأسسين/ يسلم لى عوده الواد امين/ بدأ الرسالة بنستعين/ ثم قال حبلى متين/ أخبارى سارة أنا خدت ذرة ونظام مجرة ومهندسين/ وانا بذاكر طول عمرى فاكر وطن ودين».
ادخل على كايرو دار واستمع إلى المزيد.. واستمتع.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اعتقد اننا فى حاجه ماسه لوجود المسحراتى طوال ايام السنه - كفايه 33سنه نوم وغيبوبه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اتمنى فى هذا الشهر الكريم ان يصدر السيسى عفو شامل للشباب الغلبان الحائر فى السجون
كفايه 33 سنه شباب ضائع ويائس ومحطم
عدد الردود 0
بواسطة:
مها اسماعيل
العفو للشباب
شباب مصر مستقبلها خلوا بالكو منهم يستحقوا الحتواء