مع كل حادث إرهابى تبرهن جماعة الإخوان الإرهابية أن تاريخها هو تاريخ دم وعنف وإرهاب فقط، وتاريخ فقر فكرى وفشل سياسى وعجز اجتماعى
ليس لديها مشروع سوى مشروع القتل وإراقة الدماء وترويع المجتمع ولا شىء آخر غيره. وهذا ما تتميز به باقى جماعات العنف والتكفير التى نبتت وترعرعت وشبت تحت عباءة الإخوان. وهو ما يثير سؤالا مسكوتا عنه دائما «هل المشروع الإسلامى الذى تتبناه هذه الجماعات فشل فى تقديم النموذج العصرى للديمقراطية الحديثة، عندما وصل رموزه إلى الحكم فى أفغانستان وإيران والسودان، ولم يكن لديها فى المعارضة سوى القنابل والتفجيرات؟».
هل يعنى ذلك أن الديمقراطية بمفهومها الحديث تتقاطع مع المشروع الإسلامى الذى قدمته التنظيمات والجماعات المحسوبة اسما على الإسلام منذ نشأتها بداية من جماعة الإخوان إلى داعش، ومرورا بالقاعدة وغيرها. فكل ما رآه الناس من هؤلاء هو العنف والكراهية للمجتمع وللإنسانية وللحضارة وقتل الأبرياء، وتنصيب نفسها كأنصاف آلهة على الأرض - والعياذ بالله - تحكم وتصدر فتاويها الشاذة التى تحلل وتحرم وفقا لأهوائها وأوهامها بخطاب تكفيرى كاره وكريه. لا يتوهج عقل هؤلاء سوى فى العنف والترويع والقتل، ولا ينشطون فى عمليات الإجرام والقتل سوى فى شهر رمضان الفضيل، ولا ننسى مشاهد اعتصام رابعة وتهديدات
قادة الجماعة وأنصارها من الإرهابيين المتقاعدين بالسيارات المفخخة وبالعبوات الناسفة وبقطع الطرق وترويع الآمنين. لم نسمع من قادة هذه التنظيمات أية أفكار سلمية لمشروع المستقبل لديها، أو رأيها فى الديمقراطية الحديثة، فالأصوات التى كانت تنادى جماعة الإخوان فى الثلاثين عاما الماضية بتبنى برنامج سياسى معلن، يوضح مواقفها من قضايا المجتمع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ثبت لها الآن أن هذه الجماعة الخادعة والتى مارست أقصى أنواع الكذب والتدليس والمراوغة
لم يكن لديها أى برنامج سوى برنامج الجماعة الدموى، للوصول إلى السلطة بأى ثمن، وكشفت فى ثورة يناير وما بعدها وحتى الآن عن الوجه القبيح والحقيقى لها. عادت الجماعة إلى سيرتها الأولى فى الإرهاب والعنف وبدعم وتأييد مقصود من واشنطن ولندن وعواصم غربية أخرى لإظهار أن الإسلام ليس سوى دين العنف والكراهية، وليس دين الإصلاح والتسامح والعفو وعمارة الأرض وحب الحياة.