سهير جودة

الملافظ سعد

الخميس، 10 يوليو 2014 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. وإنما الشتائم المسلسلات ما بقيت.. تتباين مسلسلات رمضان فى كل شىء.. ولكن أغلبها يتفق على شىء واحد، كثرة الشتائم وتنوعها وكأننا أصبحنا فى رمضان على موعد مع ماراثون الشتائم وكل عام نتفوق فى البذاءة لتصبح أكثر فجاجة، وتتدنى اللغة أكثر وأكثر وكأننا شعب من الشتامين، وكأننا مجتمع فقط من العشوائيات والشتيمة هى اللغة الرسمية، وكأن الدراما ﻻ تعيش إﻻ بالشتيمة.

عندما قدم صلاح أبوسيف رائعة نجيب محفوظ القاهرة 30 وهى رواية تقدم حالة التعفن وفساد الضمائر، وتحكى عن عائلة شاذة نزلت إلى القاع إﻻ أنها لم يكن فيها كلمة جارحة؟

علوم النفس واﻻجتماع ترى أن الإنسان يفكر بلغته ويعمل عقله بصورة أشبه بمستوى مفرداته.. إذن تدنى التعبير قد يكون انعكاسا لتدنى التفكير.. الشتائم فى الدراما تؤكد أننا نتعاطى البذاءات «عرض مستمر»، وما كان ضمن جدول المحظورات وما كان قبيحا مستهجنا أصبح عاديا.

هل الشتيمة تنقل للشارع أم أن الفن يعكس ما يدور أمامه ويضخمه، صحيح أن الشتائم تأتينا من كل صوب وحدب فى الشارع وعلى الحوائط إﻻ أن خطورة الدراما هى تصدير العنف اللفظى وسوقيتها لتصبح مقبولة اجتماعيا لأن الدراما هى المقياس الأقوى والأكثر فاعلية لقياس المتغير فى المجتمع وهو مقياس يمكنه التنبؤ بشكل تفكيرنا الجمعى ومستقبله.

أيضا خطورة الدراما أنها مرآة تعكس المجتمع وحدود تأثيرها غير متناهية.. البعض يرى أن الظرف السياسى أدى إلى المتغير اﻻجتماعى واللغوى وانعكس ذلك على الدراما، ولكن الدراما السورية لم تصب بالتسمم اللغوى رغم سوء أوضاعها السياسية .

إحدى الوﻻيات فى أمريكا تفرض غرامة 20 دوﻻرا على أى شخص يستخدم لفظا بذيئا فى الشارع.. لو طبقنا هذا القانون فى مصر فسوف يكون لدينا مورد هائل للدخل، وسنكتشف أن السياسيين والصفوة وكبار المجتمع مثل صغاره، الجميع فى مستوى البذاءة وتعاطى الشتائم سواسية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة