سامح جويدة

الهوس الجنسى فى دراما رمضان

الخميس، 10 يوليو 2014 08:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأت الحكاية بالفوازير الإذاعية ووصلت إلى منتهى الإباحية.. قصة غريبة فرضتها السياسة والإعلام قديما على شهر رمضان ليتحول فى النهاية إلى موسم لمسلسلات الدعارة وحكاوى القوادين والعاهرات.

اذكر العديد من مقالات الثمانينات التى كانت تعترض على ارتباط الشهر الكريم بفساتين نيلى ورقصات شريهان مستنكرة ارتباط الشهر الذى أنزل فيه القرآن بهذا الهراء.. فماذا يقولون الآن؟

شىء مقزز أن نفتح التليفزيونات فى البيوت ليرى أطفالنا هذه المشاهد الخليعة الداعرة ويستمعون إلى تلك الألفاظ والعبارات البذيئة النابية ويتعرفون على مجتمعاتهم من خلال تلك العلاقات القذرة التى تشبه مجتمعات القردة والخنازير.. فهل هذا هو المجتمع المصرى بحق.. هل أصبحنا جميعا قوادين وعاهرات وشمامين ومجرمين.. هل مصر شقة دعارة كبيرة كل حجرة فيها أقذر من الحجرة التى تليها.. وهل هذا الفن المهين يستحق أن ننفق عليه مليار جنيه.. فحتى المسلسلات التاريخية أصبحت سعيدة بعبودية أجدادنا فخورة بعهر الجوارى وفحولة الخديوى وحجرة نومه المليئة بالنساء.. ما هذا السعار الجنسى الذى أصاب مسلسلات رمضان وبعد ذلك نصرخ من ظاهرة التحرش.. نحن نربى أجيالا على أن المجتمع داعر فلماذا نلومهم على ممارسة الدعارة.. نشوه ونلطخ صورة الفتاة والزوجة والأم وكأنهن جميعا منحرفات وعندهن استعداد للانحراف أو على الأقل لن يعترضوا على ذلك.
عندما يسود الإعلام هذه الرسالة فى دولة نصفها جاهل يعيش جائع فى العشوائيات فلا تتعجبوا من انتشار التحرش والجرائم الجنسية، فنحن الذين حفرنا المستنقع النتن الذى سقطوا فيه.. الغريب أن نفس الفنانين الذين يشاركون فى تلك الأعمال الشاذة التى تدعو للهوس الجنسى ونشر الشك الأخلاقى بين الناس، هم الذين يخرجون لينددوا بجرائم التحرش والاعتداء على الإناث.. وهل ما نراه الآن فى هذه المسلسلات لا يعتبر تحرش جنسى بأفكار المجتمع وشبابه وأطفاله.. يا سادة هنا حدود لحرية الفن خاصة لو كان يدخل البيوت كل يوم بلا استئذان، ولن تكون مهمة الآباء الجديدة أن يبعدوا أطفالهم عن التليفزيون.. نعم مصر فيها فساد ودعارة وبلطجة، ولكن ليس بهذا الكم المتوحش ولا يشترط عرض ذلك فى هذا الشهر الكريم، ولا أنا ملزم بأن يظهر كل هذا الانحلال فى بيتى وأمام أطفالى. فكيف أكلمهم بعد ذلك عن الانتماء والفضيلة وحب مصر بعد كل هذا التشويه والقذارة والانحطاط.. فعن أى مصر نتكلم وعن أى مصر يتكلمون؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة