سعيد الشحات

حين يصبح باسم سمرة مؤرخاً

الخميس، 10 يوليو 2014 07:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يطالبنا الفنان باسم سمرة أن ننزع حقائق التاريخ ونصدق أكاذيبه، يطالبنا أن نشعل النيران فى المراجع التاريخية الصحيحة، وألا نصدق شهادات الشهود، يطالبنا أن نحذو حذوه فى المعرفة التاريخية، لمجرد أنه يمثل سيناريو فاشلا لمسلسل «صديق العمر» الذى يتناول العلاقة بين جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر، ففى حور له أمس مع الزميلة صحيفة الشروق قال إن هناك حقائق عديدة عرفها عن دور «عامر» فى ثورة 23 يوليو 1952، منها أنه كان تقريبا الرجل الأول بعد محمد نجيب، وكان يظهر وحده بجانبه فى كل الصورة، وكان وقتها وزير الدفاع وقائد القوات، ولم يكن هناك وجود قوى لعبدالناصر، ويضيف أنه اكتشف حقائق كثيرة عن علاقته برجال الجيش وكيف كانوا يحبونه بشدة وكيف كان يرعاهم.

وفى الوقت الذى يحمل فيه هذا الكلام مغالطات تاريخية قاطعة، نستدل منه على جريمة سيناريو المسلسل فى تزييف الوعى، وظهرت بشائره على بطل المسلسل باسم سمرة بدليل ترديده لهذا الكلام، وأفدحه أنه لم يكن هناك وجود قوى لجمال عبدالناصر أثناء ثورة 23 يوليو، وأن عامر هو الذى كان بجوار محمد نجيب فى كل الصور، وينم ذلك عن سطحية، فالحقائق تقول إن تنظيم الضباط الأحرار أسسه جمال عبدالناصر، وهو الذى قام بثورة 23 يوليو، وإذا كان الأمر كذلك فكيف لم يكن هناك وجود قوى لجمال عبدالناصر؟ وهل يعقل أن الرجل الذى قاد التنظيم وخطط للثورة، لم يكن له دور قوى، فى مقابل قوة دور عبدالحكيم عامر، والسؤال على هذا النحو يقودنا إلى مسألة أننا أمام سيناريو غرضه خبيث، ولم يبذل صاحبه أى جهد فى قراءة الروايات المختلفة والمتناقضة فيما بينها حول الحدث الواحد للخروج منها برؤية موضوعية ودقيقة.

يقول باسم سمرة ضمن ما يقول إنه اكتشف حقيقة علاقة عامر برجال الجيش، وكيف كانوا يحبونه بشدة، وكيف كان يرعاهم، ومع التسليم بأن هناك من كانوا يحبون بالفعل عبدالحكيم عامر من الجيش، فإن بعض هؤلاء لم يكن لهم علاقة بالجندية الصحيحة، والعسكرية المقتدرة التى كان المأمول أن يكون عليها الجيش المصرى وهو يدخل معركة 5 يونيو 1967، كان هؤلاء يحبون «عامر» ولكن على قاعدة «الشلة» و«الولاء»، والدليل أن هناك ضباطا كبارا لم يكن يعجبهم ما يحدث فى الجيش، وكانوا معزولين تماما لأنهم ليسوا من رجال المشير، وهناك عشرات المذكرات التى تؤكد ذلك، وبناء على هذا فإن الحديث عن حب الجنود للمشير، هو حديث يصب فى غير مقصده الصحيح.

فى مذكراته فى السياسة والثقافة، للدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة فى عهد عبدالناصر، وأحد قيادات تنظيم الضباط الأحرار، وكان قريبا من ناصر وعامر، يتحدث كشاهد بين الطرفين «ناصر وعامر» أثناء النكسة، وهى شهادة مهمة منه لأنها تنقل حقائق ما جرى، ويقول فيها، إنه كان طبيعيا أن تقع هذه الهزيمة المروعة لأن القوات المسلحة ظلت فى أيدى قادة تجمد مع مرور الزمن فكرهم، واكتسبت مناهجهم البالية قداسة الآلهة المعبودة فى حين أن الزمن قد عفا عليها مع التطورات المتلاحقة المذهلة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة