ها أنا أخب الخطا، وأقترب من سن السبعين، وأعترف الآن أننى فى حياتى المليئة بالمكابدات والأفراح لم أشارك فى أى استفتاءات أو انتخابات، مهما كان نوعها إلا فى انتخابات نقابتنا المحترمة وانتخابات النادى الأهلى، مضى من عمرى أكثر من نصف قرن وأنا أهلاوى.. ربيت أبنائى الأربعة منذ ولادة كل منهم داخل جدران النادى الأهلى بالجزيرة، حبوا جميعًا وتعلموا المشى داخل حديقة وملاعب الأهلى، واستمر أبنائى فى تربية أحفادى داخل الأهلى، لكن حتى هذه اللحظة ليس لى أى علاقة شخصية بأى عضو فى مجلس الإدارة، واكتفيت دائمًا بأن أكون عضو الجمعية العمومية لـ«أعظم نادى فى الكون» كما يطلق عليه الألتراس الأهلاوى، فأنا ألتراسى الهوى، هؤلاء المجاذيب فى عشق الأهلى ذلك الصرح الذى تأسس عام 1907، والذى يعتبر أكبر الأندية المصرية والعربية والأفريقية شهرة، وأكثرها شعبية فى الوطن العربى هو النادى الوحيد فى العالم الذى تأهل إلى كأس العالم لأندية كرة القدم خمس مرات، وهو أفضل نادى أفريقى فى القرن العشرين طبقًا لقرار الاتحاد الأفريقى لكرة القدم الذى أصدره عام 2000، وهو أول ناد رياضى مصرى للمصريين، نقرأ الفاتحة لصاحب فكرة إنشائه، عمر لطفى بك الذى كان رئيسًا لـ«نادى طلبة المدارس العليا للألعاب الرياضية بالجزيرة»، وتيمنًا باسمه سميت عدة أندية فى المنطقة باسم الأهلى، مثل أهلى طرابلس، وأهلى بنغازى الليبى، وأهلى البرج الجزائرى، وأهلى جدة السعودى، والأهلى الأردنى، وأهلى دبى الإماراتى، والأهلى البحرينى، والأهلى القطرى، وقد كان أمين سامى باشا أول من اقترح اسم النادى الأهلى للرياضة البدنية، وتمت تسمية الأهلى بهذا الاسم لأنه نشأ لخدمة طلبة وخريجى المدارس العليا، والذين كانوا الدعامة الأساسية للثورة ضد الاحتلال الإنجليزى، فنشأ وطنيًا مصريًا للم شمل الشباب المصرى، وها هو يحصل على درع الدورى المصرى لكرة القدم للمرة الـ37، كان من حسن حظى أنها جميعًا فى حياتى، وكذلك حصل على بطولة كأس مصر 35 مرة آخرها عام 2007، وسوف يحصل عليها هذا العام أيضًا إن شاء الله.. حصل «نادى الوطنية» أو «المارد الأحمر» كما يلقبه عشاقه على بطولة دورى أبطال أفريقيا 8 مرات آخرها فى عام 2013، ولابد فى هذه المناسبة من أن يتذكر العشاق بكل الخير والامتنان الراحل صالح سليم الذى أكد سمو تقاليد النادى العريق التى تتوارثها الأجيال، وللخبير البرتغالى الشجاع مانويل جوزيه الذى قاد فريق كرة القدم بالنادى للحصول على عدد وافر من البطولات لم يسبق لمدرب غيره أن قاد الأهلى للحصول عليها، لذلك فسوف تجد عزيزى القارئ بعض الانتهازيين الذين يتلفعون بعباءة أهلوية كاذبة عاشوا حياتهم على التكسب باسم هذه الأهلوية الكاذبة، سوف تجدهم ينشرون آراءهم المتهافتة الكذوب فى القدح فى مانويل جوزيه لسبب انتهازى أو آخر، مثل ذلك اللاعب السابق الذى خرج على المشاهدين مستنكرًا مجرد ذكر اسم مانويل جوزيه، وعندما راجعه المذيع المهذب فى رأيه احتد مستمرًا فى تعيد «كوارث» مانويل جوزيه من تفريغ الأندية من اللاعبين، دون أن يقول لنا كيف حدث ذلك، وهو الذى قدم للمنتخب المصرى لاعبين استطاع أن يحصل بهم المدرب المصرى الشجاع حسن شحاتة على الأمم الأفريقية 3 دورات متتالية.. ألف مبروك للأهلى درع الدولى رقم 37، شكرًا مانويل جوزيه الذى مازال تأثيره، شكرًا مجلس الإدارة، شكرًا محمد يوسف، شكرًا فتحى مبروك وجهازه المعاون، شكرًا لكل اللاعبين وعلى رأسهم كريم بامبو، كابتن فريق الكرة بالنادى الأهلى، عندما يفوز الأهلى بدرع الدورى رقم 47.