لا مجال للمزايدة على دور مصر التاريخى مع القضية الفلسطينية ودعمها ومساندتها ودفاعها الدائم عن الشعب الفلسطينى. ولا مجال للمتاجرة على الموقف المصرى الحالى من العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، فلا أحد يستطيع المزايدة على مصر ودورها وينسى دماء المصريين فى سبيل القضية التاريخية لمصر والعرب. وليس من المطلوب من أحد وليس من حقه أن يحدد ملامح الدور المفترض أن تلعبه القيادة المصرية الحالية لوقف العدوان الصهيونى ضد شعبنا العربى فى فلسطين فى الضفة وغزة، فى وسط ظروف داخلية صعبة وأوضاع إقليمية معقدة.
مصر تدرك تماما متطلبات أمنها القومى وضرورات أوضاعها الداخلية، دون النظر إلى من يحكم أو يسيطر على غزة الآن، الذى ذاقت ولا تزال تذوق مصر منه الأمرين، وحذرنا مرارا من النار التى تلهو بها حماس مع مصر، وانحيازها ضد الإرادة الشعبية المصرية فى 30 يونيو، ودعما لتنظيم الإخوان الإرهابى إلى الحد الذى صرح فيه إسماعيل هنية بأن حماس الإخوانية لديها آلاف الانتحاريين الجاهزين لاحتلال سيناء فى أعقاب عزل مرسى وانتهاء حكم الإخوان - نعم سيناء وليس القدس-، فحماس لغباء سياسى مثل «إخوانها» فى مصر وغيرها من الدول العربية لا تقرأ التاريخ، ولا تعى أنها فى لحظات العسر والضيق والشدة لن تجد لها ظهرا وسندا وظهيرا سياسيا وشعبيا سوى مصر، فلم تعمل لتلك اللحظة الصعبة على شعبنا فى فلسطين، ولأول مرة منذ إنشاء دولة الكيان الصهيونى على أرض فلسطين يقف المصريون فى حيرة من أمرهم تجاه ما يحدث فى غزة، فالشعب المصرى يتعاطف تماما ويتألم لما يحدث من قتل الأبرياء برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلى، ولكنه لا ينسى مواقف حماس ضده وضد أبنائه من جنود وضباط الجيش والشرطة فى سيناء، ولا ينسى اتهام حماس فى اقتحام السجون المصرية وأقسام الشرطة فى أعقاب ثورة 25 يناير.
لم تستوعب حماس تحذيرات كثيرة من الإضرار بالقضية الفلسطينية بسبب انتمائها الفكرى والسياسى للإخوان، مثلما لا تستوعب الجماعة الغبية وبقاياها فى مصر خطورة استمرارها فى العنف والتظاهر، فى الوقت الذى تبذل فيه القيادة المصرية جهودها لصد العدوان على غزة، ووقف نزيف الدم الفلسطينى من الأطفال والنساء والشيوخ، وفقد تعاطف الشعب المصرى مع القضية.
عموما ليس هذا وقت الحساب، فالرئيس السيسى والقيادة المصرية تعى جيدا دورها القومى وضروراته، وتدرك أن دفاعها عن القضية الفلسطينية ليس دفاعا عن حماس أو تعاطفا معها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة