علا عمر

على كنبة الموتى" 2"

الأحد، 13 يوليو 2014 08:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سألنى أحد الموتى الجيران فى المقعد الجانبى دون النظر إلى عن الأشخاص الذين أعرفهم، فأجيب بعضهم أصدقاء والبعض متكلمين والبعض أشخاص بوجوه مهمين، أتذكر وجوهم، لكن لا أتذكر وجودهم، ولكن شاشة الموتى تختار من تضع فى الجزء الأبيض الساطع، ومن يأتى فى الجزء الأسود القاتم على شاشة الأموات التى أمامى لا يوجد ألوان فقط أبيض، وأسود وعلينا نحن الموتى تحديد الألوان، تفرق الشاشة الأحياء على حسب ما فعلوا بالأموات من ذبح أو قتل.. ميت يجلس بجانبى أو بعيدا على نفس الكنبة يراه الميت ضاحكا ساخرا فى الشاشة يواظب على ذبح الأحياء القادمين إلينا موتى، مقاعدهم لازالت فارغة على الكنبة..
بعدها يلكزنى طفل صغير بدون أن ينظر إلى:
سيدتى أرجوك أعدى المشهد قليلاً إلى الوراء فقط مرت صورة أمى باكية ( يحدثنى دون النظر إلى وعيناه ثابتة ووجهه جامدا ليس به أى تعبيرات )
صورة أمى قربى الصورة قليلاً إنها هى، وهذا قبر يبدو أنه لى وهى تجلس باكية عليه يشرح الطفل، شرح الواثق، لا أعلم فى أى دولة صورة الشاشة ولا أعلم ما جنسية الطفل الشبح بجانبى، لقد اختفت روحه فجأة وبقا متجمداً بجانبى، يبدو أنه ذهب ليواسى أمه، كل ما استطعت فهمه هذه أمه وأخذ منها عنوة، أو قتل أمامها ودفنته وتجلس باكية محترقة عليه.

بينما أنا مشغولة بمراقبة عائلتى وأصدقائى من بعيد وأتنقل بين بيوت مدينتى، أعرفها إنها مدينتى الكبيرة الساهرة، هناك حارس على الشاشة قدم للتو: همست له أرجوك ثبت الصورة هذا هو بيتى، اشتقت له ملامحه لم تتغير لا أعلم متى تركته ولكن مدة ليست بالقليلة.

أجابنى للحارس: هناك آخرون يشاهدون، أنا هنا فقط حارس شاشة الموتى لكن لا أستطيع أن أوقف عجلة الحياة راقبى فقط فى صمت.
الحارس: سيدتى لقد مر على وجودك هنا سنوات والآن ما زلت تشتاقين إليه ولا تملين من رؤيته.
قالت امرأة من الأموات فى مقعدها يبدو عليها السن والمسئولية، والعند: إنها جديدة هنا فقط من سنوات قليلة دعها تستمتع بالأمر بدون أن تسأل
وبدون أن تلتفت كان وجهها جامدا وهادئا كالتماثيل الشمعية أن تلتفت قالت لى: الأمر أسهل بكثير يمكنك المشاهدة.. فقط بدون رد فعل.
قلت أنا: لذلك نحن هنا أموات ليس من حقنا الرد أو الفعل فلما نشاهد مستقبل الأحياء.
قالت السيدة العجوز: المشاهدة ثم الصمت أفضل أحياناً بكثير بدون رد أو فعل.
لو كانت المشاهدة اختيار بشرط عدم رد الفعل لما كان الكثير من الأموات هنا.
السيدة: ربما وجودنا هنا نتيجة لرد الفعل.
قلت: هل الأفضل المشاهدة فقط!! وانتظار الأحداث لتشكيل طريقة موتى فالطريق نهايته واضحة وأنا قادمة، قادمة إلى مقعدى لا محالة.
سأنشرخ من شرنقة ميتة على مقعد بكنبة الموتى فأنا الآن الكاتبة فأنا أرفض مبدأ أحد الموتى (السيدة العجوز) المشاهدة ثم الصمت.

هناك فى أعلى الشاشة ولا أعلم أين أنا فكل ما أذكره أننى عبرت الحدود ورأيت الصحراء لأول مرة سأتمكن من مشاهدة قذيفة تسقط فوق إحدى البيوت بالتصوير البطىء.
سأمسك قلبى أثناء مشاهدتها تسقط متمنية أن لا تصيب أحد، سأمسك قلبى ولو بشك ضئيل بالرغم من معرفتى للنتيجة (فأنا متميزة عن الجميع هنا أنا من الأموات) بينما سيقف الجميع متحمساً منتظراً نهاية اللقطة، وما أن تستقر القذيفة فوق أحدهما، حتى أغطى وجهى بكفى الصغير متأثرة بتناثر الأشلاء، فأنا أعلم النتيجة لكن البقية سيقفزون وتعلو الصيحات والفوضى، وتتناثر الأشياء، ويصيح الأطفال وتسقط الدموع ويتدفق الأدرينالين، وكأنه تم تسجيل هدف فى أحد المباريات الهامة ويرددون بصوت واحد أنه الآن سيستمتع بدووووووووش ساخن لكن من يرددون؟؟؟ الجالسين بجوارى على الكنبة الحمراء الموتى!!
تمت









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة