عادل السنهورى

مصر تدافع عن سيناء أم عن غزة؟

الثلاثاء، 15 يوليو 2014 07:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو أرادت إسرائيل أن تتآمر ضد القضية الفلسطينية وتشق الصف وتبث الفتنة بين مصر والفلسطينيين، ما فعلت مثلما فعل الأغبياء والإرهابيون من أنصار وأتباع تنظيم الإخوان الإرهابى فى العريش ليلة أمس التى ضلت بوصلة جهادهم الزائف من القدس وغزة، وكل فلسطين المحتلة إلى سيناء، لأن الجهاد ضد إسرائيل من أجل تحرير الأرض العربية، فيما يبدو لم يرد به نص يحض ويحرض على قتال العدو والمحتل فىQ عقيدة هؤلاء الإرهابيين. وإنما ورد فى عقيدة الإرهاب قتل الأبرياء والآمنين بقذائف الهاون والعبوات الناسفة فى العريش وفى أنحاء متفرقة من مصر.

الحادث الإرهابى الغبى والذى أسفر عن استشهاد 7 مدنيين فى أحد الأسواق الشعبية، ومجند فى أحد المعسكرات نتيجة سقوط ثلاث قذائف هاون، يأتى متزامنا مع العدوان الإسرائيلى البشع ضد سكان غزة وسقوط عشرات الضحايا والأبرياء، وحاجة الفلسطينيين فى القطاع إلى كل يد تساعد وتدفع عنهم العدوان، كما يأتى أيضاً بالتزامن مع جهود مصر الدبلوماسية لوقف العدوان، ودعم الشعب الفلسطينى وفتح معبر رفح لعبور المساعدات الغذائية والطبية. وهو ما يثير الريبة والشك فى أن هؤلاء الإرهابيين يريدون توريط القيادة المصرية، وإبعادها عن دورها القومى للدفاع عن القضية الفلسطينية، والانشغال بالوضع الداخلى وبالإرهاب فى سيناء.

ما حدث من إرهاب فى العريش أمس وقبله فى رفح من مجزرة أولى وثانية يدفع قطاعا كبيرا من المصريين إلى طرح السؤال المحير والصعب والقاسى على النفس، إذا كان هؤلاء الإرهابيون والذين يتاجرون بالدين وبالدم لا وجهة للجهاد لديهم سوى قتال الجيش والشرطة فى مصر، وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، فهل نحن مجبرون ومضطرون للدفاع عن غزة حماس، ونترك سيناء كالجسد النازف دماً نهباً للإرهاب الإخوانى الأب الشرعى لمنظمة حماس.

أعرف وأعى تماماً أن هناك فارقاً كبيراً بين حماس والشعب الفلسطينى، وبين حماس والقضية الفلسطينية، والدفاع عن غزة ليس معناه الدفاع عن حماس، وإنما دفاع فى المقام الأول عن الأمن القومى المصرى ودفاع عن شعب شقيق يناضل ويضحى منذ أكثر من 50 عاماً للحصول على حقوقه المشروعة فى إقامة دولته المستقلة. لكن البسطاء– وهم بالملايين- فى الشعب المصرى، أمامهم واقع مرير ومشاهد إرهاب تجعله حائراً بين البيت والجامع، أو بين ما تحتاجه سيناء وبين الدفاع عن غزة فى هذا التوقيت الصعب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة