فى أحد حواراتى الطويلة مع الكاتب الكبير رجاء النقاش قال لى: (إن كثيرًا من الآباء المصريين لا يستحقون أن يكونوا آباءً لأنهم بلا ضمير.. إذ يجهلون دور الأب وقيمته). تذكرت هذه المقولة وأنا أطالع هذه الحكاية الحقيقية.
الحكاية تبدأ من زوج مولود فى مطلع السبعينيات، ضجت زوجته من معاملته اللا إنسانية وطلبت الطلاق بعد زواج دام نحو تسع سنوات، فكان نصيبها، ونصيب ابنته الوحيدة منها هو الانتقام، فهو الزوج.. أى الرجل.. الجبار.. المغرور.. الذى يجب أن تسبح الزوجة بحمده لا أن تتمرد على حياتها البائسة معه!
تدخل أهل الزوجة بالحسنى ليحاولوا الإصلاح لكن ألاعيب الزوج وكذبه أبانا لهم أن حياتها معه صارت مستحيلة، وأن الطلاق هو الحل، لكن صاحبنا – الذى يعمل صحفيًا أى أنه مثقف وذو ضمير حى وفقا لضرورات مهنته على الأقل – أقول إن صاحبنا لم يرفض طلب الزوجة فحسب، بل خطف ابنته بالكذب والغش، وحرمها من رؤية أمها طوال شهر تقريبًا.
يظن صاحبنا البغيض أنه ينتقم من زوجته بحرمانها من ابنتها، ولا يدرى بسبب جهله وغبائه وضميره الميت أنه ينتقم من ابنته فى المقام الأول، فالطفلة تبلغ نحو سبعة أعوام، وفى أمس الحاجة إلى حضن الأم ورعايتها، والأدهى أن والدى الصحفى المزعوم – أى جد الطفلة وجدتها – شاركا فى ارتكاب الجريمة الأخلاقية، ولم يقل له والده أو أمه (أعد ابنتك إلى أمها حتى لا تتعرض إلى تدمير نفسى)!
لجأت الزوجة إلى القانون فأصدر المحامى العام قرارًا واجب النفاذ بتسليم الطفلة إلى أمها فورًا، وبالفعل ذهب المسؤولون إلى بيت جد الطفلة حيث تقيم مع والدها، فلما رأت الطفلة أمها هرعت إليها وتشبثت بحضنها، فامتصتها الأم بحنان بالغ، لكن الجدة والجد حاولا التفريق بين الأم وابنتها وكادت الجدة تخلع كتف الطفلة، وهى تسب رجال القانون!
جن جنون أسرة الزوج، وعقد مجلس حرب لدراسة كيفية الانتقام من الزوجة التى استعادت ابنتها بالقانون، وفى خضم الأحداث نسى الزوج أنه يدمر الجهاز النفسى لابنته.
حقا يا أستاذ رجاء.... إن هناك كثيرًا من الآباء بلا ضمير!
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
حرام عليك أيها الأب الظالم