منذ 1972 بدأت علاقتى بالسياسة وفى عام 1976 كنت من مؤسسى منبر اليسار، وعايشت مشاركا كحزبى فى الانتخابات البرلمانية الآتية من 1976وحتى 2012، عشرة برلمانات، وأشهد أن انتخابات 1976 فقط هى التى لم تكن مزورة ولم يستخدم فيها سلاح المال أو الدين وبعد ذلك حدث ولا حرج، ولكن انتخابات 2013(إذا تمت) ستكون هى العجب العجاب.. أولا: هى الانتخابات الوحيدة التى يستخدم فيها سلاح المال جهارا نهارا، وأتحدى أى جهاز رقابى لا يعلم ذلك بالتفصيل الممل خاصة الأحزاب ذات المرجعية الدينية (النور، البناء والتنمية، الوسط، الوطن، الحرية والعدالة، مصر القوية) والأحزاب المملوكة لرجال الأعمال، ثانيا: تتميز هذه الانتخابات بعدم وجود رؤية أو برامج حزبية.. سماسرة الأحزاب صاروا مثل سماسرة اللاعبين عروض للمحتمل نجاحهم فى الفردى أعلى من مرشحى القوائم.. دليلى على ذلك أن د.عمرو موسى يحاول جمع أحزاب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار (من المؤتمر والوفد وصولا للتيار الشعبى والتجمع والدستور مرورا بالمصرى الديمقراطى) ولا يوجد أى حزب من تلك الأحزاب أعلن عن برنامجه الانتخابى؟!!
أما القوائم الانتخابية.. فالمرشح فيها أقرب إلى النصف معين وجميع الأنظار تتجه للكنيسة والمجلس القومى للمرأة، ولذلك أعتقد أن تلك الانتخابات هى الأسوأ والأكثر غرابة فى تاريخ مصر، سماسرة يدعون أنهم مكلفين من الدولة، لا برامج ولا سياسة، الإسلام السياسى والمسيحية السياسية فى المقدمة، بورصة النواب تربح أفضل من برصة تداول الأوراق المالية (الله يسامح لجنة الخمسين) وضعوا الأساس لتطبيق "الفيدرالية" فى مصر، ولذلك أقترح على النظام الحالى إما أن يرعى مائدة مستديرة لبحث سبل إدارة العملية الانتخابية وتوحيد القوائم أو بدمج أحزاب الشركات فى حزب واحد ويعامل المندمجين مثل حملة الأسهم فى الشركات.. وحل لجنة الأحزاب وإسناد أعمالها إلى هيئة الاستثمار، لا أسخر ولكن هذا هو الواقع المر (عرفت فقط هذا الشهر لماذا حل عبد الناصر الأحزاب).
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة