تبين أن الباعة الجائلين هم سبب انهيار المسرح فى مصر، فبعد لقاء رئيس البيت الفنى للمسرح فتوح أحمد مع وزير الثقافة جابر عصفور، قال الأخير إنه اتفق مع محافظ القاهرة على بناء سور حول المسرح القومى «الذى لم يفتتح بعد»، لكى يتمكن الجمهور من الدخول، يعنى أن بناء السور أسهل من تنفيذ القانون. وقال أيضا إن المحافظ سيوفر أماكن بديلة للجائلين، وكأن أزمة المسرح فى مصر سببها ما يحدث فى ميدان العتبة.. الأزمة قديمة، بدأت مع بزوغ نجم الموظفين فى وزارة الثقافة، أنت أمام مسارح مظلمة تلعب فيها الأشباح أدوار البطولة أمام نقص حاد فى الميزانية والخيال، الرواتب ابتلعت الميزانية الهزيلة، أنت أمام خرابة حقيقية أدت إلى العزلة.
المسرح الذى هو مرآة أى مجتمع، والذى يستطيع المتفرج أن يرى فيه نفسه، ومن خلاله تتولد الطاقات، وتزدهر معه الموسيقى والكتابة والأسئلة، أغلق أبوابه، لأن الدولة خلعت يدها. لم يكن أنطون تشيكوف يبالغ عندما قال «أعطنى خبزًا ومسرحًا أعطك شعبًا».. نهوض هذا الفن يعنى أن مستقبلك أفضل، وأنك تفتح أبوابًا أرحب للشباب بدلًا من ذهابهم فى حضن الإرهابيين.. لا توجد مسارح فى المدارس لتفريغ طاقات الفتية وتثقيفهم، الأقاليم فى الضياع، فى الستينيات ازدهرت الكتابة لأن المسارح كانت مفتوحة، كانت مجلة المسرح تنشر نصًا مترجمًا فى كل عدد، وكان المشتركون فيها يحصلون على عضوية نادى المسرح التى تمنح صاحبها فرصة مشاهدة العروض بنصف الثمن. توقفت الكتابة وجلس المسرحيون الكبار فى بيوتهم، وتم ترقية الموظفين، ودخلنا مرحلة الأسوار.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة