رمضان تحت الاحتلال..قمر الدين لسوريا.. والمشمش تركى.. والقراصيا لتشيلى.. والتمر للسعودية.. والمسابح والجلاليب والفوانيس للصين.. و«لنا الله»

الأربعاء، 02 يوليو 2014 11:13 ص
رمضان تحت الاحتلال..قمر الدين لسوريا.. والمشمش تركى.. والقراصيا لتشيلى.. والتمر للسعودية.. والمسابح والجلاليب والفوانيس للصين.. و«لنا الله» فانوس رمضان
كتب - حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن اليومى..

مع تسلل هلال رمضان إلى زاويته فى السماء معلنا عن بداية ثلاثين يوما من شهر رمضان، تتسلل بعض العادات التى تكسو الشهر برداء صنعه المصريون وغزلوا خيوطه فوق أيام الشهر الكريم على مدار التاريخ منذ دخول الإسلام مصر، على موائد الطعام يتراص الياميش والمكسرات، وبين أيدى أطفالنا تضىء الفوانيس الشوارع والبيوت، وتدلى المسابح فى الطرق بين المساجد والصلوات المتواصلة، ليشكلوا معا رداء رمضان على أرض المحروسة، ولكن مع مرور السنوات بدأ هذا الرداء يتبدل كل عام بقطعة جديدة تأتى من الخارج لتزيح قطعة أخرى مصرية، فى كل مجال يضاف الصينى والسورى، وحتى المنتجات الـ«تشيليه» والأوروبية، حتى أصبح ببساطة رمضان فى الأراضى المصرية تحت الاحتلال الخارجى، تضع فوق كل قطعة منها علامة دولة أخرى بوضوح وتكتب فوقه «للأغنياء فقط»، بينما تتلمس بقية المنتجات المصرية طريقها نحو المستهلكين الفقراء عن طريق جيوبهم الفارغة مثل علامات جودتها التى محاها الزمن.

على طول الأسواق الكبيرة، تتراص اللافتات معلنة عن قمر الدين السورى بمبالغ بين الـ25، والـ40 جنيها، والتمر السعودى بأسعار مقاربة، وحتى المشمش التركى، والقراصيا التشيلى، والمكسرات الأوروبية، وعلى طول الطرق والاختلافات بينها وبين أسواق الأرصفة حيث تدلى المسابح والجلابيب، لا تختلف عن الاحتلال شأنا، فقط تتبدل العلامة نحو الصين وتايلاند، وفى عالم الفوانيس التى اخترعها أهل مصر قبل مئات السنوات، تقف الصين وحيدة بفوانيس بلاستيكية تنافس الفانوس المصرى الذى ما زال يحتفظ بقدم فى أرض المنافسة مستندا إلى أيدى صناعة التى لم تستطع الصين إيجاد بديل لها، لتفشل محاولات محوهم للصناعة المصرية حتى الآن، بعد أن اقتطعت لنفسها جزءا كبيرا من السوق. أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية، يوصف الأمر بأنه امتداد طبيعى للصناعة المصرية الضعيفة فى كل شىء، والتى أدت إلى زيادة الحاجة إلى المستورد، وبالتالى إنشاء صناعات أجنبية لتلبية السوق المحتاجة فى مصر، واتجاه هذه السوق نحو المنتجات الجديدة التى تأتى بجودة أعلى بكثير من المنتجات المصرية، حتى لو كانت أسعارها مرتفعة.

ويتابع: المشكلة أن معظم هذه المنتجات من السهل تصنيعها فى مصر، ولكن مع الأسف فى النهاية لا نجد منها منتجات مصرية بجودة مقبولة، وهذا ما يؤدى إلى الاستيراد.
ويضيف «شيحة»: هناك منتجات مثل «الفستق، واللوز، والجوز، والكاجو، والقراصيا» نستوردها بنسبة تقارب الـ%100، من دولة تشيلى، وبعض الدول الأوروبية، وبالنسبة لقمر الدين والزبيب نستورد حوالى %90 من احتياجات السوق، على الرغم من أننا نمتلك أجود أنواع العنب فى العالم، لكن حينما نأتى لتصنيع وتجفيف الزبيب نجد أنفسنا نستورد %80 من إجمالى الموجود فى السوق المصرية الآن، بينما تحل المنتجات المصرية الجزء الصغير المتبقى، ولا يشتريها غير أصحاب الدخول المتوسطة.

وعن الفوانيس يقول: الإقبال على الفوانيس أصبح أقل لأن الصين أصبحت تحولها إلى ألعاب وليست إلى فوانيس مثلما تعودنا عليها، وأعتقد أنه فى خلال عشر سنوات ربما يختفى تماما الفانوس الذى تعودنا عليه ليحل محله الفانوس الصينى بأشكاله الجديدة، وحتى الآن لا توجد أى دولة أخرى تنافس الصين فى صناعة الفوانيس لأنه لا يوجد من يطلبها غيرنا فى مصر، وأعداد محدودة جدا فى الدول العربية.

فى الأسواق تختلف الآراء بعض الشىء، فعلى الأرصفة ما زالت تحجز فوانيس المحروسة موقعا لها أمام فوانيس صينية تقترب إلى أشباه «المسخ» بين الألعاب البلاستيكية والغناء المسروق من أغانى مصرية، وبين هذا يجلس هيثم عبد الجواد إلى جوار والده الذى يعد واحدا من أقدم صناع الفانوس فى باب الشعرية، ويقول: «الصناعة والسوق تأثرت كتير جدا بالفانوس الصينى، اللى بدأ يظهر من حوالى عشر سنين».

يعود بالذاكرة ويقول: أول فانوس صينى نزل كان فانوس بكار، وفضل يتطور كل سنة لحد ما بقى فانوس السيسى، والتأثير الأكبر كان فى البداية، لما نزل بكار قلب الدنيا وقتها، وكل الناس تقريبا جابته وسابت الفانوس المصرى، لكن مع الوقت بدأوا يرجعوا للشكل الأصلى للفانوس مرة ثانية، والصين لحد دلوقتى مقدرتش تعمل الفانوس والصنعة بتاعتنا هى الحاجة الوحيدة اللى ما قدرتش تضربها وتعمل زيها، وبتحاول تعمل لعب على شكل فانوس، أو فيها روح الفانوس بأغنيات، لكنها لم تستطع معرفة سر وعراقة الفانوس البسيط الذى يصنع من صفيح وزجاج ملون، لأنه معتمد على الفك والتركيب وحاجات إحنا ورثناها عن جدودنا مهما عملوا مكن مش هيقدر يطلع زيها.

ويتابع: «الفانوس الصينى دلوقتى سعره بيبدأ من حوالى 25 لـ70 جنيه، والفانوس المصرى بيكون من 5 جنيهات لحد ألف جنيه فى الفوانيس الضخمة اللى بتتعمل للفنادق».


موضوعات متعلقة..


خدعوك فقالوا.."إشرب سوائل كثيرة".. المشروبات سلاح ذو حدين فى رمضان.. الماء مفيد دائما والينسون والزنجبيل أصدقاء الصائم والصودا والعصائر المحفوظة أعداء المعدة

بالفيديو.. اقبال كثيف من المواطنين علي الكنافة والقطايف











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة