إطلاق مجلس حكماء المسلمين بأبوظبى برئاسة شيخ الأزهر وعضوية عبد الله بن بيه وحمدى زقزوق وحسن الشافعى.. والإمام الأكبر: الإسلام الذى أنشأ هذه الأمة وصنع تاريخها هو دين سلام للعالم

الأحد، 20 يوليو 2014 02:21 ص
إطلاق مجلس حكماء المسلمين بأبوظبى برئاسة شيخ الأزهر وعضوية عبد الله بن بيه وحمدى زقزوق وحسن الشافعى.. والإمام الأكبر: الإسلام الذى أنشأ هذه الأمة وصنع تاريخها هو دين سلام للعالم مجلس حكماء المسلمين بأبوظبى
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أُعلن مساء أمس فى أبوظبى عن إطلاق أول هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم فى العالم الإسلامى تحت مسمى "مجلس حكماء المسلمين" يترأسها الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والعلامة الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة.

جاء هذا الإعلان عشية اجتماع مهم عقده عدد من كبار علماء الدين فى العالم الإسلامى بالعاصمة الإماراتية أبوظبى وجاء فى نص بيان التأسيس الصادر فى اتفاق المشاركين التأكيد على أن جسد الأمة الإسلامية لم يعد يتحمل حالة الاقتتال وحدة الاحتراب بين مكونات المجتمعات المسلمة، وحاجة الأمة إلى تدخل عاجل وضرورى لحقن دم الإنسان، مؤكدين بأن غاياتهم هى نفسها غايات ومقاصد الشارع التى تتمثل فى أن يحفظ على الناس دينهم وأنفسهم ودماءهم وبأن ما يعطيه السلم لا يساويه ما تنتجه الحروب.

وأكد العلماء من خلال البيان على ضرورة الامتثال إلى نصوص الشرع الداعية إلى إقرار السلم وتأصيل مفهوم السلم، وشن حرب على الحرب وتثبيت منظومة السلم فقها وقيما ومفاهيم وقواعد وثقافة وتلمس الطريق إلى السلم باقتناع ذاتى من أبناء الأمة الإسلامية، ومبادرة جدية ومسؤولة من نخبها وحكمائها وعقلائها للم شتات الأمة وترسيخ قيم التعايش المشترك والسعيد، وإعادة ترتيب البيت الإسلامى والتجرد من أية عوامل ذاتية تجعل أعضاء المجلس طرفا فى أى صراع سياسى أو دينى أو عرقى وتقوية مناعة الأمة وخاصة شبابها ضد خطاب العنف والكراهية وتصحيح وتنقيح المفاهيم الشرعية وتنقيتها مما علق بها من شوائب انحرفت بها عن مقاصدها النبيلة واستعادة الوضع الاعتبارى لمرجعية العلماء وتأثيرها المشرف فى تاريخ الأمة الإسلامية وإحياء الوازع الدينى والتربوى فى جسد الأمة ومكوناتها وإيقاف لعبة التدمير.

ويهدف المجلس الذى تقرر أن تكون العاصمة الإماراتية أبوظبى مقرا له إلى توحيد الجهود فى لم شمل الأمة الإسلامية وإطفاء الحرائق التى تجتاح جسدها وتهدد القيم الإنسانية ومبادئ الإسلام السمحة وتشيع شرور الطائفية والعنف التى تعصف بالعالم الإسلامى منذ عقود.

وفى تصريح له قال الإمام الأكبر الدكتور الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف: إن الإسلام الذى أنشأ هذه الأمة وصنع تاريخها ودخل مكونا أساسيا فى نسيج حضارتها هو دين سلام للعالم أجمع يصنع الأمن والسلام بين أهله ويصدره للإنسانية جمعاء.

وأضاف "لم يكن بد من أن يتحمل علماء الأمة وحكماؤها مسئولياتهم كاملة فى هذا المنعطف التاريخى الخطير الذى تمر به أمتنا الآن وأن يدركوا أمتهم فى هذا المعترك البائس بين أبنائها وذلك بالتدبر والتفكر العميق والتخطيط الدقيق والصبر والمثابرة وبذل الجهد لنشر السلم وتحقيقه وتكريسه فى مجتمعاتنا الإسلامية بل العالمية وفق منهج وسطى سديد وفقه رشيد يوائم بين فهم النص وفقه الواقع ومع البعد عن مسالك الإثارة والتهييج والحماس الزائف".

من جانبه قال الدكتور الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة إن "حالة الاحتراب والتشرذم والاضطراب فى الأمة لا تسمح لها أن تصبح شريكا فى صنع القرار فى ظل الصراعات الداخلية التى تمزقها وفى ظل الواقع الذى أصبحت فيه لعبة الموت أمرا معتادا وصار فيه تنازع البقاء المفنى هدفا لدى الكثير من أبنائها"، موضحا معاليه بأن الفرص التى يمنحها السلم أكثر من الفرص التى تمنحها الحروب التى لا تنتج إلا الفناء، ومؤكدا على أهمية الفصل بين الخطاب الإسلامى ومنهج الإسلام حيث إن الخطاب الإسلامى ليس هو الإسلام بل هو فهم للإسلام والإسلام حاكم على المفهوم وليس العكس فلا يحاكم الإسلام إلى فهم ولا إلى تاريخ.

وتتمثل رؤية المجلس فى إيجاد مجتمعات آمنة توقر العلم والعلماء وترسخ قيم الحوار والتسامح واحترام الآخر وتنعم بالسلام كما تقوم رسالته على إحياء دور العلماء واستثمار خبراتهم فى ترشيد حركة المجتمعات المسلمة والإسهام فى إزالة أسباب الفرقة والاختلاف والعمل على تحقيق المصالحة.

وتتشكل هيئة الحكماء بالمجلس من مجموعة من كبار علماء الأمة وحكمائها وتضم الهيئة التأسيسية: الإمام الأكبر الدكتور الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والعلامة الدكتور الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة والدكتور محمد قريش شهاب وزير الشؤون الدينية سابقا فى إندونيسيا والشيخ الدكتور إبراهيم الحسينى رئيس هيئة الإفتاء بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى نيجيريا والدكتور أبو لبابة الطاهر حسين رئيس جامعة الزيتونة سابقا فى تونس والدكتور أحمد الحداد كبير مفتين مدير دائرة الإفتاء فى دائرة الشئون الإسلامية والعمل الخيرى فى دبى والدكتور حسن الشافعى عضو هيئة كبار علماء الأزهر ورئيس مجمع اللغة العربية فى مصر.

وتضم أيضا الدكتور عبدالحكيم شارمن جاكسون أستاذ بجامعة كاليفورنيا الجنوبية والدكتور عبدالرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين فى الجزائر والدكتور عبدالله نصيف رئيس مؤتمر العالم الإسلامى والأمير الدكتور غازى بن محمد بن طلال رئيس مجلس أمناء مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامى فى الأردن والدكتورة كلثم المهيرى استاذ فى معهد دراسات العالم الإسلامى بجامعة زايد والقاضى محمد تقى الدين العثمانى نائب رئيس دار العلوم فى باكستان والدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف على أن تحدد بقية الأعضاء بما لا يزيد عن 40 عضوا.

وجاء الإعلان عن تأسيس "مجلس حكماء المسلمين" كأول كيان مؤسسى جامع لحكماء الأمة الإسلامية تنفيذا لما خرج به المشاركون فى منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة من توصيات جاءت فى وثيقة البيان الختامى للمنتدى الذى دارت فعالياته خلال شهر مارس الماضى والتزاما بمقاصد الشريعة الإسلامية السمحة وبمبادرة مشتركة من الإمام الأكبر الاستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والعلامة الدكتور الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة.

ويشار إلى أن منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة والذى عقد بأبوظبى فى مارس الماضى حضره أكثر من 250 عالما ومفكرا إسلاميا من مختلف أنحاء العالم ضمهم أول لقاء من نوعه على المستوى العالمى وكان من ضمن نتائجه الشروع فى تأسيس مجلس إسلامى لتعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة يضم ثلة من علماء المسلمين المتسمين بالحكمة ليسهموا فى إطفاء حرائق الأمة قولا وفعلا.

وفيما يلى نص البيان التأسيسى لمجلس حكماء المسلمين:
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه..

شهدت أرض الإمارات العربية المتحدة المباركة يومى 8 و 9 جمادى الأولى 1435هـ 9 و 10 مارس 2014م وبتكرم من قادة هذا البلد الكريم أعمال المنتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة وذلك ترسيخا لما كرس له حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - حياته من سعى لإقرار السلم فى العالم والسعى نحو التعارف والتآلف والتعايش السعيد.

لقد اتفق جميع المشاركين على أن جسد الأمة الإسلامية لم يعد يتحمل ارتفاع درجة حرارته التى ما فتئت تتصاعد نتيجة تزايد حدة الاحتراب والاقتتال بين مكونات المجتمعات المسلمة واجتمعت كلمتهم على حاجة الأمة إلى إطفائيين همهم إطفاء الحرائق وإلى مخفضات حرارة تمنع جسد الأمة من الانفجار واعين وعيا تاما أن هؤلاء الإطفائيين لا يمكنهم أن يقوموا بمهمتهم إلا إذا ضمهم كيان يشتغلون فى ظله من أجل تحقيق مساعيهم وغاياتهم النبيلة التى هى نفسها غايات ومقاصد الشارع التى تتمثل فى أن يحفظ على الناس دينهم وأنفسهم ودماءهم مستشعرين أن ما يعطيه السلم لا يساويه ما تنتجه الحروب وأن الحقوق هى آكد وأثبت وأقوى فى ظل السلم منها فى ظل الاحتراب والاقتتال مدركين أن الأمة لا يمكنها أن تصبح شريكا فى صنع القرار فى ظل الصراعات الداخلية التى تمزقها وفى ظل تمكن خطاب الفتنة والكراهية وفى ظل الواقع الذى أصبحت فيه لعبة الموت أمرا معتادا وصار فيه تنازع البقاء المفنى هدفا لدى الكثير من أبنائها.

لذلك وتنفيذا لما خرج به المؤتمرون المشاركون فى المنتدى من توصيات والتزاما بمقاصد الشريعة الإسلامية السمحة وبتعاون بين الأزهر الشريف ومنتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة يعلن بتوفيق وفضل من الله سبحانه وتعالى فى يوم 21 رمضان 1435هـ عن تأسيس مجلس حكماء المسلمين كأول كيان مؤسسى جامع لحكماء الأمة الإسلامية.

وإذ يتأسس هذا الكيان على هدى وتقوى من الله فإن المؤسسين يضعون نصب أعينهم ما هو آت..

1- امتثال نصوص الشرع الداعية إلى إقرار السلم.

2- تأصيل مفهوم السلم وشن الحرب على الحرب.

3- تثبيت منظومة السلم فقها وقيما ومفاهيم وقواعد وثقافة.

4- تلمس الطريق إلى السلم باقتناع ذاتى من أبناء الأمة الإسلامية ومبادرة جدية ومسؤولة من نخبها وحكمائها وعقلائها للم شتات الأمة وترسيخ قيم التعايش المشترك والسعيد وإعادة ترتيب البيت الإسلامى.

5- التجرد من أية عوامل ذاتية تجعل أعضاء المجلس طرفا فى أى صراع سياسى أو دينى أو عرقى.

6- تقوية مناعة الأمة وخاصة شبابها ضد خطاب العنف والكراهية.

7- تصحيح وتنقيح المفاهيم الشرعية وتنقيتها مما علق بها من شوائب انحرفت بها عن مقاصدها النبيلة.

8- استعادة الوضع الاعتبارى لمرجعية العلماء وتأثيرهاالمشرف فى تاريخ الأمة الإسلامية.

9- إحياء الوازع الدينى والتربوى فى جسد الأمة ومكوناتها.
10- إيقاف لعبة التدمير.

وصادق المجتمعون على اختيار أبوظبى عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة مقرا رسميا للمجلس شاكرين ومقدرين لدولة الإمارات وللقيادة الحكيمة ترحيبهم الكريم بهذا الاختيار، سائلين المولى جل وعلا أن يمن عليهم بالصحة العافية والأمن والأمان.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة