قبل عامين وقف المطرب العاطفى رجب طيب أردوغان فى جامعة القاهرة يتحدث عن وجوب محاسبة إسرائيل على المجزرة بحق الأبرياء فى غزة، ولم تحدث المحاسبة، بعد عامين يواصل القتلة الإسرائيليون عدوانهم على فلسطين والمطرب الموسمى مستمر فى الغناء الحماسى، ويقول إنه لن يصمت أمام ما يحدث، وأن عدم صمته على ما يحدث أزعج بعض الدول، وهاجم مصر ورئيسها، وأفشل المبادرة الوحيدة «هو وقطر العظمى»، لوقف نزيف الدم الفلسطينى، فقط لأنها خرجت من مصر، هو من النوع الذى لا يتحدث عن فلسطين المحتلة، ولكنه يتحدث عن غزة التى يتاجر مع قادتها، هو نسى أن تركيا اعترفت بالاحتلال الإسرائيلى سنة 48 ومنحته الشرعية، وأن بلاده تربطها 60 معاهدة عسكرية مع الصهاينة، وأن أنقرة هى التى تزود تل أبيب بوقود الطائرات الحربية المستخدمة فى المذابح ضد أهلنا.
جنون العظمة دفع الوالى العثمانى إلى تصور أنه يستطيع أن يبعد مصر عن القضية الفلسطينية وتصور أنه بمساعدة الصبية فى الدوحة يستطيع إعادة صياغة التاريخ والجغرافيا لصالح المشروع العثمانى الأمريكى الإسرائيلى، تركيا التى تحتل المرتبة السادسة فى قائمة الصادرات الإسرائيلية لدول العالم، تريد أن تصبح قعر المجلس وتصدر إحساسا أنها فى عداء مع تل أبيب، الكل مسؤول عن الذى يحدث ضد الشعب الفلسطينى، لا يوجد طرف غير متورط، ولكن الجديد هو الاتجار البلاغى التليفزيونى بالمأساة، كلهم حريصون على تحقيق مكاسب سياسية على جثث الشهداء، المجد للمقاومة التى تسعى لتحرير فلسطين العربية، المجد للجيش المصرى الذى يحمى الحدود من الأعداء.. والأصدقاء.