التعليم يعنى الإنارة والدراية والفهم والعلم وهو عكس الجهل والتغييب والسطحية واللامبالاة، والعقلية العلمية هى العقلية القادرة على الفكر، ومنظومتنا التعليمية تعانى قصورًا كبيرًا انعكس على مستوى الخريجين الذين يعجز المرء عن التفريق بينهم فى مستوى تفكيرهم أو ثقافتهم، فعندما تذهب لمناقشة أحدهم فى أمر ما لا تعرف إذا كان من حملة الماجستير أو الدكتوراة أو المؤهلات العليا أو المتوسطة أو تحت المتوسطة أو الإعدادية.
هذه العقليات التى لا تقوى على الفكر هم وقود الأباطرة وقوتهم، بهم يستقر ملكهم، وتدوم سلطتهم، بل إنهم يجدون منهم من يبرر أفعالهم المشينة على أنها جاءت لخدمة البشرية، لكن لو حدث العكس وتحول كل هؤلاء وأصبح من الثقافة والوعى والفكر بمكان فهنا تكون وتزلزل الأرض من تحت أقدام الأباطرة.
فإصلاح المنظومة التعليمية يحتاج جهدًا لإصلاح ما أفسده السابقون، وهذا لن يتحقق فى القريب العاجل، والحل من وجهة نظرى هو المدرسة البديلة والمعلم البديل، بمعنى أن يتحول البيت إلى مدرسة بديلة تُعنى بالتعليم والتربية على حد سواء، يكون مدرسوها هم الأب والأم، لكى تخرِّج لنا جيلاً بعقلية علمية متزنة وبأخلاق قويمة، وقتها نستطيع فقط بناء دولة متحضرة لأننا استطعنا بناء إنسان متحضر.
ما نحن فيه اليوم هو إرث تاريخى خرب العقلية المصرية بدأت بمرحلة التلقى العقيمة وانتهت بمرحلة اللاشىء، متعلم لا شىء، مثقف لا شىء، هذه الثقافة العدمية وثقافة التلقى أصبحت منهج حياة، ومن أهم مخلفاتها انشقاق المجتمعات وتخلفها بين الأمم، وتناحر أهلها، وعدم القدرة على الإنتاج والإبداع، ومن ثم يخفق المجتمع فى أى تصنيف إيجابى.
فكرة المدرسة البديلة أعتقد أنها مهمة جدًّا فى حال غياب المدرسة الأساسية وانحرافها عن رسالتها الأساسية، وهذه المدرسة البديلة أوفر من الناحية المادية ناهيك عن مكاسبها العلمية والأخلاقية التى تعود على أبنائنا، بسبب بسيط جدًّا وهو أن المعلم هو الأب والأم اللذين لا يدخران جهدًا فى تحصيل أبنائهم للعلم فضلاً عن حرصهم على أخلاق أبنائهم.
علموا أبناءكم العلم والفكر والأخلاق يرحمكم الله.
د. إيهاب السعدنى يكتب.. المدرسة البديلة هى الحل
الثلاثاء، 22 يوليو 2014 08:58 ص
أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة