سامح جويدة

زمن ضياع الثوابت

الأربعاء، 23 يوليو 2014 12:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا زمن ضياع الثوابت. كل ما آمنا به وأيقناه فى نفوسنا أصبح مشوها باهتا. كل الذى فهمناه وتعلمناه وتربينا عليه أصبح مهتزا ومرتابا وخائفا. صنعنا أروع ثورة عرفها تاريخ مصر وضحى المئات بأرواحهم لنسقط نظام مبارك الغاشم الفاسد ونجحنا ولكننا بخلنا على أنفسنا بهذا النجاح وحولنا الثورة إلى فوضى وعشوائية ونزاع فضاعت الحقوق وتاهت الأهداف وأصبحت الثورة مؤامرة وأصبح الأبطال عملاء وخونة وانقسمنا بين من يراها رمزا للكبرياء ومن يراها وصمة عار، وقفنا ضد الإخوان لفسادهم السياسى وغبائهم الاقتصادى الذى أخر عجلة العمل ومتاريس الإنتاج وانتخبنا رئيسا محترما بإرادة حقيقية فلا دارت عجلة العمل وانقسمنا حول من يعطى فى البداية الوطن أم المواطن؟ ومازال النقاش مستمرا فى ضجر لتضيع فينا حماسة الانطلاق وروح النجاح وليحل محلها البرود المعتاد ليظل معظمنا متكاسلا متخاذلا ينتظر أن يأخذ الثمار بلا أن يزرع حتى بذرة، ثورتان فى ثلاثة أعوام ومازال الفاسد يمرح والمرتشى يكسب والحرامى يسرح، ونرى الحكومة تشجب!! نتكلم عن عودة الروح والرجوع إلى الهوية الثقافية ومكافحة أخلاق الشوارع والعودة إلى أخلاق النخبة وقيم القدماء، ثم يأتى شهر الصوم والعبادة فنحوله إلى موسم للعهر الدرامى والقبح الفنى وننتج مسلسلات معظمها رديئة شاذة فلا هذا فن ولا هذه أخلاق ولا هذه هى القيم الحميدة التى اتفقنا أن ننشرها.

نحن نحارب أنفسنا فى كل شىء لذلك لا يتحرك أى شىء ليظل الشريط فى وضع ثابت كما وصفه عمنا صلاح جاهين فنحن احترفنا الانقسام حول كل المواضيع والقضايا والمشاكل لنلعب «شد الحبل»، بدلا من أن نشد الوطن للأمام حتى ثوابتنا الإنسانية والدينية ضاعت فغزة تسحق بالنيران وتتناثر أشلاء شيوخها وأطفالها ونصفنا يبكى ونصفنا شامت. حتى فى هذه انقسمنا. لم يشفع للفلسطينيين إسلامهم ولا ضعفهم ولا حدودنا الإقليمية، لم نستطيع أن نتفق على العدو، هل هو إسرائيل أم هى حماس؟.. فقدنا بوصلتنا تجاه الأعداء واختلفنا وفلسطين تباد ومازلنا تائهين متفرقين وخلف حدودنا براكين تنفجر ويستشهد العشرات من أبناء قواتنا المسلحة البواسل فى علميات إرهابية أو ضد مهربين أو تجار سلاح، فالنار مفتوحة علينا من كل الجهات بين متآمر أو طامع أو خسيس. هذا زمان مشوه ضاعت فيه الثوابت وفقدنا الحس المشترك بقيمة وأهمية وحقيقة الأشياء ولم نعد نعرف فيه الأعداء من الأصدقاء.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة