فى نهاية كل حلقة تنزل التترات، سيل من الأسماء يهطل مع الموسيقى المنصرفة، بعد أن أغلق النجم المفرد قلمه الذى لم يستخدمه طوال الحلقة، الحلقة التى تم فيها تفطيم المشاهد، يعتقد النجم التليفزيونى المفرد أن الاستعانة بالضيوف مضيعة للوقت
وأن الخبراء غير قادرين على الإحاطة بالموضوع، كأس العالم والمسلسلات وبرامج المقالب السخيفة، أنقذوا المشاهدين من النجم الذى يجلس يفتى فى كل شىء، المساحات التى أخذها لمخاطبة الناس حولته بينه وبين نفسه إلى زعيم
يخاف على الوطن أكثر من الآخرين، وأنه يضحى ويتعرض لضغوط سيأتى التاريخ ليكشف عنها، لا تفهم كيف نجح هؤلاء فى احتلال الفضاء؟
جلوس مذيع بمفرده للتحدث فى الناس ظاهرة فريدة أعتقد أنها منجز مصرى يضاف إلى قاموس الريادة، لكل واحد طريقة فى المزايدة عليك، هناك من يحتفظ بمعلومات خطيرة تؤكد صدق كلامه، هناك من يستخدم تراث البلاغة الوطنية ليستدرجك إلى معركة المصير
وأنت على الكنبة، وهناك من يعتمد السخرية من خصومك وخصومه، طريقة فى قتل الوقت وتسطيح المعنى، النظرية النقدية العكاشية المعروفة بالعكشنة أصبحت كلاسيكية
وظهرت نظريات أخرى قائمة على التفكيك والابتزاز العاطفى، وربما الصفاقة وتأنيب المريض الذى زار كل الفضائيات ولم يجد من يساعده على فهم معاناته
كان برنامج من الشاشة إلى الميكروفون الإذاعى يجعلك تشاهد الأفلام بأذنيك، فى برامج النجم الواحد أصبح الاسم من الميكروفون إلى الشاشة، أنت أمام كتل صماء، لا تعرف من أين جاء أصحابها بهذا الخواء، ولا تعرف من أين جاءوا بهذا اليقين؟!