نحن فى زمن الانهيار ليس فقط الاقتصادى أو السياسى أو الاجتماعى بل الانهيار الأخلاقى والدينى وفى زمن الانهيار يخرج من بيننا من ينصب نفسه إما مفتيا أو مصلحا أو نبيا والحقيقة أنه لا يملك أى شىء ليكون إيا منهم، ولأننا شعوب تعودت على التفاهة فإنه لم يكن مستحيلا أن يخرج من بيننا جماعة دينية متطرفة تطلق على نفسها أسماء متعددهة تارة تقول إن اسمها الإخوان المسلمين وتارة تقول إنها القاعدة أو داعش أو أنصار بيت المقدس أو الجهاد أو الجماعة الإسلامية وبالرغم من اختلاف الأسماء فإن النهج ثابت فكل جماعة تحمل بداخلها كل مقومات الإرهاب ولكنها تتمسح بالإسلام وتعتبر نفسها أنها المالكة الوحيدة للحقيقه وأن أعضاءها هم معسكر المؤمنين وغيرهم هم معسكر الكفر، وباسم الإسلام البرىء من هذه الجماعات الارهابية ترتكب كل أنواع الدعارة الفكرية فنجد هذه المجموعات تفتى بقتل أبناء القوات المسلحة فى مصر كما حدث فى الفرافرة ورفح الأولى والثانية وتذبح المواطنين فى ليبيا كما حدث مع ذبح المصريين على يد جماعات الموت وتدمر المساجد فى العراق كما حدث مع مسجد النبى يونس، كل الجرائم ترتكب باسم الإسلام البرىء من كل هذه الأعمال إلارهابية والأجرامية والدعارة الفكرية. ويبدو أن مصيبتنا لم تعد قاصرة على فكر التطرف والانحراف الدينى والأخلاقى على مستوى الجماعات فقد أصيبت به قله من الشخصيات العامة تتنوع ما بين أهل الفن والدين والرياضة وبعضهم يخرج علينا كل فترة بفتاوى أو آراء هى أحد أسباب تكوين جماعات العنف والتطرف، ومن هذه الشخصيات المخرجة إيناس الدغيدى التى تعتقد أن طرحها لأفكار شاذة هو نوع من حرية الرأى وأنها عندما تقوم بتحريض الفتيات على الانحراف فهو جزء من عمليه الإصلاح الأخلاقى التى ستجدد شباب الأمة، إيناس الدغيدى طالبت مؤخراً بترخيص بيوت الدعارة زاعمة بأن هذا يصب فى صالح المجتمع، بالله عليكم هل هناك فرق بين دعارة الجماعات الإرهابية والدعارة التى تدعو لتقنينها المخرجة السينمائية إيناس الدغيدى والتى تعتقد أن بمثل هذه الفتاوى المنحرفة سيتم إصلاح المجتمع، ومثل هذه الآراء الشاذة التى تطلقها إيناس الدغيدى هى التى تولد التطرف الدينى فلا يعقل أن يسمع شاب مسلم معتدل هذه الآراء ولا يتطرف أو على الأقل يرى أننا أصبحنا فى زمن الجاهلية الأولى وأن الحل هو الهجرة وتكفير المجتمع وهذه الخطوة هى أول طريق الإرهاب وللحديث بقية.