بعد حادث خطف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثلاث طائرات أجنبية، بعد ذلك بيومين دعت منظمات فلسطينية إلى إقامة (سلطة وطنية) فى الأردن (كان هذا هو الخطأ الاستراتيجى الأول للمقاومة الفلسطينية)، وحدثت بعد ذلك أحداث أيلول الأسود عام 1970م، حيث تصرّفت بعض المجموعات الفلسطينية المقاومة بشكل يهدد الحكم الهاشمى فى الأردن (كان هذا هو الخطأ الاستراتيجى الأول للمقاومة الفلسطينية)، وبناء على تعليمات الملك حسين تم وضع نهاية لوجود المنظمات الفلسطينية فى الأردن، وتمكن الشيخ «سعد العبدالله» وزير الدفاع الكويتى آنذاك من الوصول إلى مخبأ «ياسر عرفات» فى السفارة المصرية فى عمان، وأراد «الشريف ناصر» القبض على «عرفات» وقتله مُصرّاً على أن «عرفات» لا يستحق الحياة، ثم جاءت مبادرة روجرز التى قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية فى أغسطس سنة 1970، واقترحت وقف الفدائيين الفلسطينيين المتمركزين فى غور الأردن لعملياتهم المسلحة الموجهة ضد إسرائيل، وافقت مصر بقيادة عبدالناصر على هذه المبادرة، لكن منظمة التحرير الفلسطينية رفضت الالتزام بها، وبعد قبول جمال عبدالناصر للمبادرة هاجمه أعضاء منظمة التحرير، فأمر عبدالناصر بإغلاق إذاعة صوت فلسطين فى القاهرة، وترحيل العاملين فيها خارج مصر (كان يرأسها الطيب عبدالرحيم ومعه نبيل عمرو ومحمد حسيب)، كما أمر عبدالناصر بترحيل كتاب ومثقفين فلسطينيين من مصر (كان من بينهم عبدالقادر يس وغالب هلسا وأحمد عمر شاهين)، وكانت آخر مهام عبدالناصر هى الوساطة لإيقاف أحداث أيلول الأسود بالأردن بين الحكومة الأردنية والمنظمات الفلسطينية فى قمة القاهرة، حيث عاد من مطار القاهرة بعد أن ودع «صباح السالم الصباح» أمير الكويت، عندما داهمته نوبة قلبية بعد ذلك، وأعلن عن وفاته فى 28 سبتمبر 1970 ليتولى الحكم من بعده نائبه محمد أنور السادات، وطُردت الفصائل الفلسطينية من الأردن إلى لبنان بمباركة إسرائيلية لتشتعل الحرب مجدداً هناك، حيث أسس «ياسر عرفات» ما سمّاه البعض بـ«جمهورية الفكهانى» وهى منطقة خاضعة للسيطرة الكاملة للمنظمات الفلسطينية داخل بيروت. ولم يكن هناك شىء اسمه «حماس» التى ظهرت بعد ذلك سنة 78، حماس، ومن قبل الاعتداء الإسرائيلى الأخير، تقود المقاومة الفلسطينية لنفس الخطأ الاستراتيجى الفادح فى محاولة مستميتة وبطرق إجرامية لـ«إقامة سلطة إخوانية» فى مصر، تكون هى ممثلة فعليا فى حكم مصر، لابد للشعب الفلسطينى كله ممثلا بـ«منظمة التحرير الفلسطينية» من العودة للمراجعة والاتفاق على الحد الأدنى وتوزيع الأدوار، على أن تكون «منظمة التحرير الفلسطينية» هى الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى، على حماس أن تقبل ذلك بعيدا عن وهم «السلطة الإخوانية» فى مصر، التى سوف تجر عليها الكوارث من مصر رسميا وشعبيا، فليس هناك لفلسطين بديلا عن مصر، وعلى كل الأصوات المصرية والعربية التى تنبح على قناة الجزيرة أن يجيبوا على السؤال: لماذا لا تكون ضمن «مبادرة التهدئة» التى تقدمت بها «قطر» و«تركيا» لوقف القتال فى غزة إغلاق «قاعدة السيلية» الأمريكية فى قطر لأنها تمد إسرائيل بالطائرات ويتدرب فيها الطيارون الإسرائيليون ليس لضرب غزة وكل فلسطين فقط بل لغزو كل أرض العرب؟ ولن نطلب منهم أن يطلبوا من زعيمهم «أردوغان» إلغاء «اتفاقية التعاون العسكرى» مع إسرائيل لتدريب الطيارين الإسرائيليين لأنه ليس منا وهو أقرب أصدقاء إسرائيل، لكن.. قليل من الخجل فلا يحق لـ«قطر» أن تفتح فمها للتدخل فى قضايا العرب ومنها تنطلق الطائرات لقتل العرب ونهب ثرواتهم لصالح إسرائيل.. «قطر» هى القاعدة الأولى فى العالم لحماية أمن إسرائيل، ويجب النص على ذلك فى أى اتفاق للتهدئة فى غزة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة