لو كنت مكان وزير التعليم لأمرت بوضع كتاب «فجر الضمير» ضمن المناهج المقررة لجميع طلاب المدارس والجامعات المصرية، وقبل أن أقدم لك أسبابى، تعال أخبرك سريعًا عن مؤلف هذا الكتاب ومترجمه.
المؤلف اسمه جيمس هنرى بريستد «1865/ 1935» وهو عالم آثار ومؤرخ أمريكى، ولأنه عشق الحضارة المصرية القديمة ودرسها فى جامعات شيكاغو وبرلين، فقد تمكن من جمع مليون جنيه من رجال الأعمال الأمريكيين الشغوفين بالعلم لينفقها على دراسة هذه الحضارة، «ليت من يملكون المليارات عندنا يتعلمون من نظرائهم الأمريكان»، وبالفعل هبط أرض مصر فى عشرينيات القرن الماضى وراح يجوب المحافظات والمدن والقرى باحثا ومنقبًا ومكتشفا وقارئا، وهكذا فهم مصر والمصريين كما لم يفهمهما أحد من قبله من خلال تجواله ودراساته عن الآثار التى وجدها فى الجيزة وعين شمس والأقصر وأسوان والمنيا وغيرها. وقد أصدر بريستد كتابه المذهل هذا عن مصر قبل رحيله بعام واحد فقط أى فى سنة 1934.
أما مترجم الكتاب فهو عميد الأثريين المصريين الدكتور سليم حسن «1893/ 1961»، الذى درس الآثار فى مدرسة المعلمين العليا، إذ تخرج فيها عام 1913، وقد حاول العمل بالمتحف المصرى، لكن الأجانب الذين كانوا يسيطرون على كل شىء فى مصر رفضوا ضم أى إنسان مصرى للعمل بالمتحف «لا تنس أن الإنجليز احتلوا مصر عام 1882، وأن المتحف المصرى بميدان التحرير افتتح عام 1906». لكن وزير الأشغال فى الحكومة المصرية أحمد شفيق باشا عام 1921 – أى بعد ثورة 1919 – تمكن من الضغط على الإنجليز وتم بالفعل تعيين سليم حسن فى المتحف المصرى.
فى عام 1925 سافر سليم حسن إلى فرنسا ضمن بعثة لدراسة علم الآثار فى جامعة السوربون، وعاد بعد عامين عالمًا باللغة الهيروغلوفية وأسرارها، وليتم تعيينه أمينا مساعدًا بالمتحف المصرى، ثم اشترك عام 1928 مع عالم آثار نمساوى فى الحفر والتنقيب فى منطقة الهرم، ليغادر بعدها إلى فيينا ويحصل على درجة الدكتوراه. وقد ترك لنا كنزا ثمينا تحت عنوان «مصر القديمة 16 جزءا».
غدًا نواصل لماذا «فجر الضمير»؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
ببساطه الكتاب يريك كيف ان كل ما هو موجود فى الاديان السماويه قالت به ديانة مصر القديمه
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
القدوه والرقابه الصارمه والحساب الرادع كلها عوامل ضروريه لمنع انحراف الضمير وتخبطه
بدون