مع صوته الجميل وألحانه المدهشة، قضينا سهرتنا الرمضانية مع الفنان الصديق أحمد إسماعيل، جاء إلى قريتنا «كوم الآطرون» مساء الجمعة، كان اللقاء موصولا بزيارات أخرى له بدأت منذ عام 1987، واستمرت كثيرا، حتى عده أهل بلدتنا واحدا منهم، وعد نفسه واحدا من أبنائها.
كانت زيارته الأولى لقريتنا عام 1988، وذلك فى أمسية صيفية رائعة تحت شجر المشمش، وذلك احتفالا بنجاح مجموعة طلاب الثانوية العامة فى القرية، وهم الآن أصبحوا كبارا فى أعمالهم، وكانوا فى أمسية الجمعة من جمهوره الذى يجلس مستمتعا بأغانيه، فى أمسيته الأولى عام 1988 غنى «يا طوبة حمرا وطوبة خضرا وطوبة.. البنا يضرب فيها بالموال»، و«ياعم إدريس» و«ازرع كل الأرض مقاومة» و«ارجع بقى» و«هنغنى وديما هنغنى»، وغيرها من الأغنيات الجميلة، كان برفقته عزازى على عزازى، صديقى الذى رحل وترك فى قلبى حزنا مكتوبا باسمه، عزازى يومها قاد «الكورال» الذين هم نحن.. كنا نردد وراء أحمد أغنياته.
ومع دورة الزمن التى تمضى وتسرقنا معها السنون، مضى أحمد إسماعيل فى طريقه الذى اختاره منذ بدايته، فرغم كل المصاعب لم يتنازل، لم يهجر اختياراته لصالح إغراء المال وتجارة السوق، أذكر أننى اصطحبته إلى صديقى المطرب الكبير الراحل محمد رشدى لأقدمه إليه ربما يحصل على لحن منه، استمع منه إلى «ياعم إدريس» و«ياتوت بلدنا» وغيرهما، وفور أن ألقى «أحمد» عوده، نظر إليه «العم رشدى» قائلا له: «الله، الله، انت صوتك يسكن القلب، يسرقه، انت فين با ابنى بدل من الهلس اللى بنسمعه»، ونصحه بأن يواصل.
كانت كلمة «العم رشدى» تعبيرا عما هو موجود فى عالمنا الغنائى، فهناك أصوات نشاز يصفونها بـ«المطربين»، ويتم فتح الأبواب لها وتحصد أرباحا بالملايين، ولا تخلو الصحف من أخبارهم يوميا، لكن أحمد إسماعيل يظل هو الأبقى والأنقى بفنه، قد لا تجد له أخبارا كافية فى وسائل الإعلام، ومع ذلك يظل هو الجميل صاحب الأغنية التى تسبح ضد التيار، وبذلك يبقى هو القيمة التى لا تنتهى.
فى دورة الزمن التى بدأت لـ«أحمد إسماعيل» فى قريتنا منذ عام 1987، وتواصلت حتى أمس الأول، كان اللافت أنه ضمن جمهوره الذى يستمع إليه هؤلاء الذى كانوا طلابا على أبواب الجامعة منذ أكثر من 25 عاما، وكان أحمد يكبرهم بسنوات قليلة، وهاهم الآن يلتفون حوله ليستمتعوا بفنه وصوته وعزفه على العود الذى يصاحبه فى كل مكان، مازالوا يحفظون له «يا عم إدريس» و«يا طوبة حمرا وطوبة خضرا»، و«مفيش فى الأغانى كده ومش كده» وغيرها من الأغنيات التى صنع نغمتها على عوده، فى جمهوره الجديد الذى استمع إليه أمس الأول كان هناك أطفال يتفاعلون معه، ويستمعون منه إلى أغنيات لم يتعودوا على سماعها من قبل.
يترك أحمد إسماعيل أثرا فنيا عميقا فى وجدان كل من يسمعه، وهو بعوده وصوته الجميل، واختياره لكلمات أغانيه ونوعيتها، يفوق فى تأثيره جماعات ومنتديات وأحزابا، لأن بضاعته تنطلق من القلب وتذهب إلى القلب، وهو ماظهر أثره فى سهرة أمس الأول الجمعة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
الاصيل
انت اصيل يا استاذ سعيد
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيى حسين
أحمد إسماعيل هو فنان الثورة الحقيقى