"كحك العيد".. عادة فرعونية انتقلت إلى الدولة الإسلامية

الإثنين، 28 يوليو 2014 08:33 ص
"كحك العيد".. عادة فرعونية انتقلت إلى الدولة الإسلامية كحك - أرشيفية
كتبت جهاد الدينارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"زمن الكحك الجميل" هكذا يطلق كبار السن على كحك العيد فى زمن كان به كل شىء جميلا، فخرج الكحك عن كونه مجرد حلوى مرتبطة بمناسبة معينة إلى ما هو أكبر وأشمل إلى عادة مصرية أصيلة استمرت لسنوات طويلة، وتربى عليها أجيال وتميزت بروح مصرية خاصة، فحتى مراحل تصنيعه كانت بمثابة فرصة لتلاقى الوجوه وتجمع أفراد العائلة لاستقبال العيد على طرقتهم الخاصة، تاركين مشقة ومجهود تحضيره وراء ظهورهم وكل ما يهمهم أن يعيدوا إحياء احتفالات ورثوها عن أجدادهم حتى يشعروا بالفرحة الحقيقية للعيد.

ولكن الكحك مثله مثل باقية الطقوس والمظاهر الخاصة بالعيد، لم يخرج عن دائرة التطوير المستمر التى طالت كافة أشكال احتفالاتنا الفلكلورية الخاصة بثقافتنا وهويتنا المصرية والتى تعود لأصول تراثية، فبعد أن كان أقصى الطموح لربات المنزل فى ذلك الوقت أن يضفوا الملبن أو حتى العجوة إلى مكونات الكحك كنوع من التجديد، جاء اليوم الذى يتحول فيه الكحك من "كل وشكر" فالعهد الإسلامى للمنين والقراقيش فالعصر الحديث ليصبح السبليه والاكلر كحكا لعيد 2014.

فحتى طريقة عمل الكحك وأصنافه وفكرة لمة العائلة والتشكيل فى قوالب لها أصول تاريخية ، حيث ارتبط بالاحتفالات منذ أيام الفراعنة، و وجدت بعض الرسوم على جدران المقابر توضح طريقة عمله، وانتقلت صناعة الكحك من الدولة الفرعونية إلى الدولة الإسلامية، و كان يسمى حينها ''كل واشكر''، وانتقلت فيما بعد إلى العصر الحديث حتى أصبح من أهم مظاهر عيد الفطر.

لكن معظم التفاصيل تغيرت بداية من مراحل تصنيعه ولمة العائلة من الكبار للصغار على الطاولة للعجن والتشكيل والخبز ورص المعجنات فى الصوانى أو "صاجان الفرن" كما يطلق عليها، وتخصيص الجزء المتبقى من العجين لتشكيل عروسة الكحك التى كانت أقصى أمل للطفل فى ذلك الوقت، وصولا لطريقة عمله التى اختلفت نتيجة لانتشار الكحك الجاهز، فضلا عن تعدد برامج الطبخ التلفزيونية ليصبح "لكل شيف طريقة".

تحكى فاطمة حسن 75 عاما عن أجواء تحضير كحك العيد التى تغيرت معالمها وفقدت زهوتها مع مرور الوقت على حد قولها: "التحضير للكحك ولمة العيلة والجيران وشراء القوالب وماكينة البسكويت كان فى حد ذاته عيدا، وعلى قد ما كنا بنتعب لأننا كنا بنعمل كميات كبيرة من أول العجن والتخمير لغاية التشكيل والرص فى الصاجات وبعتها للفرن إلا إننا مكناش بنقدر نتخيل يمر علينا عيد من غير دبكة الكحك".

وكانت الأصناف مش كتيرة زى الأيام دى يادوب قرقيش منين ولما أطورنا أو عملنا بسكويت وكان طبق الكحك بيفضل داير على المنطقة لحد أخر يوم و ستات البيوت بيتنافسوا مين صاحبة أحلى كحك لكل سنة.

وأضافت: إنما جيل الأيام دى محسش بزهوة العيد لأن معظمهم أهاليهم بتشترى جاهز وحتى لو عملت فالبيت بتعمل أصناف وأشكال غريبة ملهاش علاقة بالكحك أبو سكر اللى ارتبط وجوده بالعيد من ساعة ما تولدنا.

بينما تقول "أمينة محمد" ربة منزل 26 عاما: أكيد لمة التحضير للكحك كانت بتفرحنا وإحنا صغيرين لكنها بتعتبر مهمة شاقة جدا دلوقت وبقى صعب تنفذها، لان فكرة التجمعات فى حد ذاتها مبقتش واردة، فبالتالى لو ربة منزل قررت تعمل كحك فى البيت هتقوم بكل المهام لوحدها وده أمر مرهق جدا.

مضيفة: ومع انتشار محال الحلوى المتخصصة فى صناعة كحك العيد بكل أنواعه وأصنافه، وبشكل احترافى اكتر ، وابتكارهم لأنواع جديدة زى السابليه والاكلر والبتيفور والبسكويت بنكهات مختلفة وتميزهم بالحلويات الغربية زى الدونتس وفطاير الفواكه، ده دفع الناس للشراء اكترعلى الرغم من أن أسعارها غالبا بتكون مرتفعة جدا وتكاليف شرائها بتبقى أضعاف تكاليف عملها فى المنزل لكن الناس بتستسهل وبتفضل تدفع اكتر ما تتعب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة