كرم جبر

الغباء التاريخى مرض الإخوان المزمن!

الأربعاء، 30 يوليو 2014 12:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأعياد للفرحة والبهجة وليست للتظاهر والشغب والاعتداء على الأهالى، كما يفعل الإخوان المسلمين بمحاولة إفساد فرحة الناس، ولو كان لديهم ذرة من مراجعة الذات والتراجع عن الخطأ، لأدركوا أنهم يزيدون عزلتهم وكراهيتهم، ويشيدون جسورا عالية تحول دون قبولهم فى المجتمع، فلا يوجد عاقل يعادى شعبا ويخاصم وطنا، إلا إذا كانوا قد عقدوا العزم على اعتبار المصريين عدوهم، وأصروا على استمرار نزيف الدماء وإزهاق الأرواح، دون أن يسألوا أنفسهم ولو مرة واحدة «طيب وأخرتها إيه ؟».. فحتى أشد الناس جنونا لا يمكن أن يحلموا بعودة مرسى أو استيلائهم مرة أخرى على مصر، وقناة الجزيرة فقط هى التى ترى عشراتهم ملايينا هادرة فى الشوارع والميادين، ويتخيلون أن المصريين يجلسون فى بيوتهم ويضعون أيديهم على خدودهم، انتظاراً لعودة المعزول الذى طالت غيبته من رمضان لرمضان ومن عيد لعيد.. المجانين فى نعيم.
الغباء التاريخى هو الذى يحرض الإخوان المسلمين على العنف والشغب والقتل والدماء، فمنذ ظهورهم فى الإسماعيلية سنة 1928 لم تعرف مصر الهدوء والاستقرار وذاقت على أيديهم الدمار والخراب، وتجرعت أشد أنواع الكذب والخداع، فلم يستشهد منهم إخوانى واحد فى الحرب ضد الإنجليز فى قناة السويس، لأن المستعمر هو الذى أنشأ هذه الجماعة لتكون شوكة فى ظهر العمل الوطنى والفدائيين المصريين، ورغم ذلك زعموا كذبا أنهم ضحوا بالشهداء والأموال، وتشهد الوثائق التاريخية أنهم لم يرسلوا مقاتلا واحد إلى فلسطين، بشهادة أحمد حسين رئيس حزب مصر الفتاة ووالد مجدى وعادل حسين، الذى وصف مرشد الإخوان حسن البنا بالكذاب المنافق المخادع، وظل يردد أن الإخوان ذاهبون إلى فلسطين ولم يرسل مقاتلا واحد ولم ينفقوا مليما واحدا ً، وظلوا يكذبون حتى النهاية، فبينما كان صفوت حجازى يرقص ويغنى «بالملايين على القدس رايحين»، كان رئيسه المعزول يبرم اتفاقات الغدر والخيانة لبلده.
الغباء التاريخى هو الذى جعل الإخوان ينقلبون على كل الأنظمة السياسية، فبعد أن تحالفوا مع الملك فاروق وهتفوا له «الله مع الملك «تآمروا على القصر واغتالوا الخاذندار والنقراشى، وانتهى شهر العسل باغتيال البنا وصدور قرار بحل جماعة الإخوان المسلمين، ونفس السيناريو تكرر مع عبدالناصر الذى انضم لجماعتهم قبل الثورة، وبعد الثورة طمعوا فى سرقتها وانقلبوا عليه وحاولوا اغتياله فى المنشية، فضربهم بيد من حديد وأعدم سيد قطب وأعادهم إلى الجحور، ولم يستوعب الرئيس السادات الدرس عندما أخرج الوحوش من السجون والمعتقلات، وتحالف معهم ظنا بأنهم سيدعمون مركزه السياسى، وبعد سنوات قليلة خرج السادات فى خطاب علنى معلنا أنه أخطأ بالإفراج عنهم، ولكن بعد فوات الأوان وعلى أصوات الرصاص فى المنصة.
وخاضت مصر فى الثمانينيات والتسعينيات حربا طويلة مع الإرهاب والإرهابيين، حرب لا تقل شراسة وضراوة عن حرب أكتوبر، مع عدو يختبئ فى الشوارع والمقاهى والحوارى وزراعات القصب، ويرفع شعارات زائفة تشبه إلى حد كبير ما يجرى اليوم، وكان النصر للشعب واستطاعت مصر أن تتطهر من العنف والإرهاب، ولو أدرك الإخوان هذه الدروس واستوعبوا معناها، كان من الممكن أن يعودوا للمسرح السياسى من جديد، لكنه المستحيل بعينه فمن شاب على شىء شاب عليه، وكما كانت بدايتهم ستكون نهايتهم، بداية ملوثة بالدماء ومملوءة بالحقد والكراهية، ونهاية يستكمل فيها المصريون استرداد وطنهم من أعداء أنفسهم والناس.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة