تشهد منطقتنا فى عيد الفطر المبارك.. ضربا من الجنون.. استشهاد 21جنديا غدرا فى واحة الفرافرة.. تطهيرا عرقيا لمسيحى الموصل بالعراق.. حربا ضروس يسقط من جرائها مئات الضحايا فى غزة.. لامراعاة للشهر الكريم، ولا لأى اعتبار إنسانى، وسط بحيرة الدم تعلو الأيديولوجيا والعقائد على الضمير الإنسانى، لامظاهرات مليونية تضامنا مع ضحايا الفرافرة والموصل.. دعاة الحرب والدمار يرقصون رقصة الموت على الأجساد.. من يصدق أن السادية والتوحش يسود فى الألفية الثالثة وثورة الاتصالات؟
تتراجع السياسة، ومن حروب تسيل فيها الدماء إلى صراعات على قوائم وهمية للمعركة الانتخابية، سماسرة يتاجرون بالجميع، هناك من يدعى الحديث باسم الرئاسة وآخرون يؤكدون أنهم وكلاء للمرأة وتارة أخرى الأقباط، والكنيسة تؤكد أنها لاعلاقة لها بالسياسة، وآخرون يسربون الأخبار عن أن الملف القبطى بين أيديهم ؟! وبعض الطائفيين من الإعلاميين أو الإعلاميات يستغلون مواقعهم على الشاشة لكسب ود المسؤولين عن الترشح.. وآخرين يوظفون خدمة الفقراء عبر الجمعيات القبطية.. من مستثمرى دماء الأقباط، يدفعون أموال الفقراء فى حفلات بالفنادق الكبرى ويدعون كبار المسؤولين لكى يؤكدوا لهم أنهم ذو شعبية كبيرة أو ينفقون التبرعات لنشر إعلانات فى صورة أخبار تؤكد أن الكنيسة وضعتهم فى القوائم..!
أحزاب (النور والوطن والوسط والبناء والتنمية ومصر القوية يتفقون فى صمت، والأحزاب المدنية تتعثر والدماء تسيل مابين سيناء والفرافرة، والمرشحون يتكالبون على الترشح للمواقع الانتخابية، لابرامج ولا لافتات تستنكر أى شىء، وكأن هؤلاء المشتاقين يعيشون فى كوكب آخر!! قادة الأحزاب يهجرون السياسة ويتجهون لمحاولة الائتلاف مع الأحزاب الغنية بحثا عن التمويل، بغض النظر عما إن كان هذا الحزب يتفق مع قناعاتهم الفكرية والسياسية أم لا؟! لذلك اقترحت فى مقال سابق بـ«اليوم السابع» أن تنقل الدولة مسؤولية الإشراف على الأحزاب من لجنة شؤون الأحزاب إلى هيئة الاستثمار.. أو المنطقة الحرة!!
ضمير الساسة تبلد.. هل يصدق أحد أن مجلس الأمن الدولى لم يستنكر حتى الآن ما تفعلة داعش فى مسيحيى الموصل.. وقطر تتآمر مع تركيا ضد مصر.. ويعقد مؤتمر باريس وتستبعد مصر والسلطة الفلسطينية من الحضور، وسماسرة الانتخابات فى مصر يبيعون الوهم ويتحدثون كذبا تارة باسم الدين وأخرى باسم الرئاسة؟! لكن الفقراء ممن دفعوا حياتهم من أجل الوطن لا يتذكرهم هؤلاء الساسة المتبلدون أو هؤلاء المتلونون والطائفيون الذين صعدوا على عظام الشهداء من ماسبيرو إلى الفرافرة مرورا بمحمد محمود، ومجلس الوزراء، والمقطم، وشهداء الشرطة، والقوات المسلحة، ودلجا إلخ.. ولم يذكروا أيا من هؤلاء فى برامجهم أو أحاديثهم.. ورغم كل ذلك كل عام وأنتم بخير.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة