إذا كان مقدرا لكل شعب أن يصاب بالطاعون فإن طاعون أمتنا الإسلامية هو «تنظيم داعش» الذى لا يصدقنى فعليه أن يشاهد مقاطع الفيديو التى تصور عمليات القتل والذبح والحرق والشنق والتعذب والرمى من أعلى الجبال التى ينفذها أعضاء هذا التنظيم القذر وهو ما يسىء للإسلام دين الرحمة والعفو وليس دين الذبح والحرق وقطع الرقاب، ويبدو أن فضائح هذا التنظيم أصبحت مادة خبرية لتشويه صورة الإسلام ويكفى فضيحة سرقة النفط حيث نقلت مجلة فورين بولسى عن الخبير فى شؤون الشرق الأوسط فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى مايكل نايتس قوله إن داعش تحول «من أغنى تنظيم إرهابى فى العالم إلى أفقر دولة فى العالم».
إذا داعش هو تنظيم إرهابى نهب آبار النفط ولم يراع الجبة والعمامة واللحية التى يتباهى بها قيادات هذا التنظيم الأسود الذى نعنبره طاعون العصر ويكفى أن هذا التنظيم يتباهى بمجازره حيث نشرت المواقع الإلكترونية التابعة لما يُعرف بـ«الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، صوراً لعملية إبادة جماعية لجنود فى قاعدة «سبايكر» الجوية، فى مدينة تكريت شمال بغداد، الصور التى نُشرت، أظهرت مسلحين تابعين لتنظيم «داعش» وهم يطلقون النار على جنود فى قاعدة «سبايكر»، بملابس مدنية مكبلى الأيدى، كانوا مستلقين على بطونهم، فيما كان عناصر من التنظيم يرشون الرصاص على أجسادهم.
منظمة «هيومن رايتس ووتش» أظهرت فى تحليل عن الصور التى انتشرت، أن داعش قتل 160 - 190 رجلاً فى موقعين على الأقل وقد يكون عدد الضحايا أكبر بكثير، لكن صعوبة تحديد أماكن الجثث والوصول إلى المنطقة منع إجراء تحقيق شامل، وبعد نحو خمسين يوماً، على انتشار صور الإعدام الجماعى للجنود، انتشر مقطع فيديو من 30 دقيقة، أكد إعدام «داعش» لـ1500 جندى عراقى، ويبد أن «تنظيم «داعش» يعتمد على الحرب النفسية من خلال نشره مقاطعاً وصوراً «دموية»، لأنه على علم بأن هذه وسائل من مرتكزات التأثير النفسى على المجتمع، وعلى من يريدون مقاتلته»، و«التنظيم يعتمد أيضا على خزين مسجل لعملياته، يقوم بنشره فى فترة الضعف الميدانى، فى محاولة لإثبات الذات، والتأكيد على استمرار تلك العمليات». تنظيم «داعش» سابقاً، دولة الخلافة حالياً، أجاد لعبة الإعلام، وركز عليها مثلما يركز على عملياته ميدانياً، ولم تكن عملية نشر الفيديو فى هذا الوقت اعتباطية، فعندما شعر بأن هناك ما يُضعفه ميدانياً لجأ إلى الترهيب الإعلامى الذى ابتدأ به معركة التاسع من حزيران مع القوات الأمنية. ويعتمد تنظيم «داعش»، على حرب الإعلام، وهى الحرب الباردة، التى ساهمت بإبراز قوته، غير الحقيقية، فوسائل الإعلام العربية منحته الشرعية، ومواقع التواصل الاجتماعى كانت الأكثر دعماً له، خاصة فى فترة انهيار القوات الأمنية، قبل الإعلان عن الدعم الشعبى له.
لم يكتف تنظيم داعش بالقتل والذبح بل قام بافتتاح مكتب للزواج مهمته الرئيسية استقبال الفتيات العازبات والسيدات الأرامل اللواتى يرغبن بالزواج من مقاتلى تنظيم داعش، ويتم تسجيل أسمائهن وطلباتهن وعناوينهن، ليقوم بعدها مقاتلو داعش بأخذ عناوين تلك الفتيات أو السيدات، والذهاب لخطبتهن بشكل رسمى، وفق ما ذكرته مصادر مطلعة لنشطاء فى المرصد السورى لحقوق الإنسان فى حلب. إذن هذا التنظيم الإرهابى الذى تفرغ للقتل والذبح وتزويج أعضاء جماعته الإرهابية وسرقة آبار النفط يسىء للإسلام بسبب هذه الجرائم البشعة التى يرتكبها أعضاؤه فى العراق وسوريا اللهم احفظ مصر من طاعون داعش اللهم آمين.