رغم كل الجهود الأمنية المبذولة لمواجهة ظاهرة التحرش الجنسى فى الشارع المصرى، إلا أن الأمن وحده ليس كافيا والقضية تحتاج إلى تضافر كل الجهود، وهنا نسأل أين دور منظمات المجتمع المدنى فى محاربة الظاهرة الاجتماعية البغيضة التى ابتلى بها المجتمع المصرى فى السنوات خاصة منذ حادثة سينما مترو بوسط القاهرة منذ أكثر من 10 سنوات؟. هل دور منظمات المجتمع المدنى فقط هو التركيز على قضايا سياسية معينة لانتقاد الدولة المصرية الجديدة وفقا لأجندة خارجية خاصة نظير حفنة دولارات؟. وباستثناء الجهود التطوعية لشباب «شفت تحرش» التى انتشرت بأعداد كبيرة فى الحدائق والمتنزهات وشوارع وسط البلد مع قوات الأمن، لم نسمع عن جهود جمعيات المجتمع المدنى لتنظيم حملات توعية فى الأحياء الشعبية والعشوائيات فى مجال مكافحة التحرش والتنبيه على العقوبات المشددة لمن يأتى به، هذا المرض الاجتماعى المنتشر بشكل خاص بين فئات عمرية صغيرة فى السن يدق جرس إنذار للانتباه إلى خطورة تفشى الظاهرة بين أطفال لا تتجاوز أعمارهم بين 12 و15 عاما، كما رصدت التقارير الصادرة عن وزارة الداخلية أعداد المقبوض عليهم فى أيام العيد الثلاثة. ويؤكد غياب أدوار كثيرة لمؤسسات ووزارات حكومية، فعلى المدى القصير والطويل لا بد من إدماج مواد تربوية جديدة لمعالجة الظاهرة فى مناهج التعليم الأساسى للمرحلة الابتدائية ثم الإعدادية، ما سبق لا ينسينا ملاحظة أن حوادث التحرش فى العيد الحالى انخفضت وانحسرت إلى أدنى مستوياتها ويرجع ذلك لعدة أسباب أولها الاهتمام الرئاسى بالقضية وزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لضحية التحرير والاعتذار العلنى لها، ثم صدور أحكام مشددة ورادعة على مرتكبى حادثة التحرش ليلة الاحتفال بتنصيب الرئيس.
فحسب التقارير الصادرة سواء من الأمن أو الحركات المناهضة للظاهرة التى نشيد بجهودها، فلم تقع سوى 32 حالة تحرش فقط فى أول يومين تقريبا معظمها حالات تحرش لفظى، و5 حالات تحرش جسدى فقط بمختلف مناطق القاهرة الكبرى، وهو عدد ضئيل للغاية مقارنة مع الأعداد الضخمة للمواطنين التى احتفلت بالعيد فى شوارع القاهرة وفى الحدائق، ومقارنة أيضا مع السنوات الماضية خاصة العام قبل الماضى الذى سجل 727 حالة تحرش وتم القبض على 369 متهما فى القاهرة وحدها.
ما يستحق الإشارة له والإشادة به هو التعاون اللافت بين الحركات الشبابية المناهضة ورجال الأمن خلال أيام العيد وهو ما نريد البناء عليه فى توظيف طاقة الشباب فى عمل اجتماعى ضرورى وحيوى فى الشارع المصرى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة