لاشك أن المشهد القاتم الذى تعيشه مصر الآن فى خضم حربها على الإرهاب يجعلنا نقف مع أنفسنا وقفة _ بقدر الإمكان يجب أن تكون فيها مصارحة مع النفس _ لتشخيص الداء ووضع الدواء المناسب والملائم والباتر للمرض من جذوره، وحتى نتمكن من القضاء على الإرهاب الأسود الذى يضرب فى الشعب المصرى كل يوم فيوقع منه الشهداء بدون تميز بينهم فكلهم مصريون، لذلك يجب علينا وضع أيدينا على نقاط الضعف فى المنظومة الأمنية ومعرفة كيف يفكر هؤلاء الإرهابيون؟
بادئ ذى بدء فإن الإرهابيين بدأوا يستعينون بطلاب الجامعات من كافة الكليات وعلى وجه الخصوص بطلاب كلية الهندسة والصيدلة والعلوم لاستخدامهم فى صناعة القنابل الإرهابية بناء على ما يمتلكه هؤلاء الطلاب من خبرة تعليمية فى هذا الشأن تمكنهم من صناعة القنابل بمهارة وفى وقت قصير وتحت أى ضغوط.
ولذلك أقول لأجهزة الأمن إذا أردتم أن تعرفوا من يصنع القنابل التى تستخدمها المجموعات الإرهابية فليكن أول طريق تسلكوه فى رحلة البحث عن مصدر هذه القنابل هم طلاب وأساتذة كليات الهندسة والصيدلة والعلوم ممن ينتمون إلى الجماعة الإرهابية.
كنا نتمنى من وزارة الداخلية وهى تعلم جيدا أن معظم قيادات الإخوان متمركزين فى محافظة الجيزة فى مناطقها المختلفة مثل منطقة الطالبية والعمرانية وبولاق ونهيا وكرداسة و6 أكتوبر وغيرها من مناطق محافظة الجيزة. والمفروض أن الأمن يعلم جيدا أماكن إقامتهم وطرق تنقلهم، كنا نتمنى أن يتعامل الأمن معهم حتى نجفف منابع التمويل والتحريض والإيواء لعناصرهم، إلا أن المراقب للمشهد وبحق يجد تخاذلا من وزارة الداخلية فى تعاملها مع هذا الملف الخاص بمحافظة الجيزة ودعمها للإرهاب من خلال ترك القيادات ترتع فى المحافظة بدون قيد عليها.
ونحن نؤكد _ للقارئ الكريم _ أن هذه المناطق فى محافظة الجيزة من أكبر المناطق الداعمة للإرهاب فى الجمهورية ومنها على سبيل المثال وليس الحصر مناطق العمرانية والطالبيه وكرداسه ونهيا و6 أكتوبر وغيرها من مناطق الجيزة.
يجب على أجهزة الأمن التخلى عن طريقتها البدائية والبسيطة والقديمة فى التعامل مع قوى الإرهاب والشر. ولعل ما تقوم به المجموعات الإرهابية يوميا فى مناطق الهرم وكرداسة والعمرانية و6 أكتوبر لهو خير شاهد على تعامل الأمن بنفس الطرق البدائية والقديمة التى أصبحت محفوظة لدى العناصر الإرهابية فليس من الغريب أن تجد قنبلة مزروعة أمام قصر الاتحادية الذى تدار من الدولة المصرية!، والإجابة هى حفظ الجماعات الإرهابية لتحركات الأجهزة الأمنية وخرقها، وليس العكس.!
لابد أن تتعامل الأجهزة الأمنية فى وزارة الداخلية بطريقة أخرى غير تلك التى تتعامل بها الآن مع العناصر الإرهابية. وحتى لا تنجح هذه الجماعات فى استنزاف مجهودات الأمن مع مرور الوقت وندخل فى دوامة صراع آخر.
يجب على وزارة الداخلية أن تحل هذه القضية من جذورها وإلا استنزفت مع مرور الوقت، مما قد يتسبب فى إسقاط وزارة الداخلية مرة أخرى، ولابد أن يكون التفكير خارج الصندوق ويطور بقدر الإمكان من آلياتهم وأدواتهم ويضعوا أيديهم على العناصر الفاسدة داخل الجهاز الأمنى والتى تساعد الجماعات الإرهابية عن طريق مدهم بالمعلومات وطرق التحركات.
حمى الله مصر وشعبها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة