فى الجلسة التى تقرر فيها التبرع بـ20 مليون جنيه لحساب صندوق تحيا مصر، وافق مجلس جامعة القاهرة برئاسة الدكتور جابر نصار على قبول عدة هدايا قيمة مقدمة لكلية الهندسة لدعم معاملها من الشركة المصرية للاتصالات «2 مليون ونصف على خمس سنوات»، و750 ألفا من موبينيل، وأجهزة من منتدى البحوث الاقتصادية بالقاهرة لكلية الحاسبات والمعلومات قيمتها 112 ألف دولار، و150 ألف جنيه من شركة سيستل، أنت أمام مشهد عبثى، جامعة تتلقى التبرعات لتحديث معاملها المتهالكة وتشكو من بخل الحكومة التى لا تصرف على التعليم كما ينبغى، تقرر أن تتبرع لمبادرة «تحيا مصر» لكى تتأكد القيادة الجديدة فى البلاد أن جابر نصار بيحب مصر أكثر من الجامعة، وأنه حريص على إنجاح المبادرة النبيلة، حتى لو كانت مكافآت أعضاء هيئة التدريس لم تصرف منذ شهور.
المبررات التى ساقها «الصريفة الفنجرية» تحتاج دراسة وتأملا، أحدهم قال للتحرير إن المبادرة جاءت قبل ساعات من بدء العام المالى الجديد، ليه بقى؟ لأنه يتم تصفية حسابات الصناديق التابعة لوحدات الجامعة ذات الطابع الخاص، وفى مقدمتها صندوق التعليم المفتوح الذى يحقق فائضا من الأرباح، وأن وزارة المالية تصر على الاستيلاء عليه وعدم الاستفادة به فى العام المالى الجديد، يعنى لو الأخ نصار قرر تحديث المعامل وتحسين ظروف العاملين بأرباح التعليم المفتوح، ستتصدى له الحكومة ممثلة فى وزارة المالية، التى ستذهب إليها التبرعات فى النهاية،جامعة القاهرة الفقيرة مصرة على «التنقيط» على حساب العلم، ولم يطالبها أحد بذلك، أنت خيال مهترئ لا يليق بمقام الجامعة الأم.