ما ذنب طفلة قطار أبوقير بالإسكندرية التى راحت ضحية إرهاب جماعة الإخوان التى فقدت عقلها وبلغت المرحلة الأخيرة من مرحلة الجنون والهذيان وفقدان الأعصاب، واندفعت نحو التيه والضياع وطريق اللا عودة. وما ذنب طفلة 6 أكتوبر التى راحت ضحية قنابل الإخوان لتفجير سنترال تحت الإنشاء بالمدينة كانت تحرسه أسرتها الفقيرة لاكتساب لقمة عيش بالقاهرة، بعد أن ضاقت بهم سبل العيش فى الصعيد، فجاءت إلى حتفها بأيادى الإرهاب الأسود لجماعة الإرهاب.
إنهم قتلة الأطفال والأبرياء الذين لا يراعون حرمة الشهر وقداسته، فراحوا يزرعون قنابل الحقد والغل والكراهية للوطن والشعب فى كل مكان، لحصد أرواح الأبرياء فى شهر رمضان المعظم، فى ذكرى 3 يوليو، وثورة الشعب على نظام الفاشية والاستبداد الإخوانى، وتوحد الشعب خلف قيادته وخريطة مستقبله. تصورت الجماعة وتوهمت أنها قادرة على إعادة عجلة الزمن وعقارب الساعة إلى الوراء بعشرات من عناصرها الإرهابية، الذى لم يشهد التاريخ من يحمل الحقد والكراهية ضد مصر، أمثال هؤلاء بجرائمهم الممتدة منذ الأربعينات وحتى الآن، وخرج من عباءتهم كل تنظيمات وجماعات التكفير والظلام والرجعية والتخلف.
توهمت أن إرهابها المبعثر والمتجول هنا أو هناك سيعيد زمان الاستبداد مرة أخرى، أو يرهب الشعب المصرى ويخيفه. الوهم الكبير الذى تعيشه الجماعة يدفع بشبابها المخدوع إلى المحرقة وخسارة وطنه ودينه، فقياداته الفاشلة تضعه الآن فى مواجهة الشعب، بعد أن بدأت عبوات الفشل والحقد تحصد أرواح المواطنين الأبرياء فى الإسكندرية، وحلوان، ووسط تجمعاتهم فى باقى المحافظات. استهداف المواطنين الأبرياء نقطة فارقة فى المواجهة والحرب على الإرهاب الإخوانى، فالتخريب والدمار والقتل لم يعد يستهدف فقط رجال الجيش والشرطة، وإنما تحول إلى المواطنين الأبرياء فى محطات القطار وفى مراكز التسوق، وفى كل مكان، وهو ما يعنى أن ساحة الإرهاب اتسعت دائرتها وأن تصاعد العمليات أمس الأول يعنى أن الجماعة وصلت إلى ذروة اليأس والقدرة على الحشد، فاختارت طريق الانتقام من الشعب بأطفاله ونسائه وشبابه على الطريقة الصهيونية مع الشعب الفلسطينى..!
جماعة الإخوان وجماعات التكفير كانت تفجر عبواتها فى الشارع المصرى، فى الوقت الذى كانت تشن فيه قوات العدو الصهيونى غاراتها وعدوانها على الشعب الفلسطينى.. لا فرق بين الجماعة الإرهابية والجماعة الصهيونية فالهدف واحد، والطريق إلى تحرير القدس يبدأ من تدمير جيوش المنطقة وتدمير دولها، هذا هو الهدف المشترك بين الصهاينة والإرهابيين الإخوان فى كل دولة عربية. ما حدث فى ذكرى 3 يوليو يوم الخميس الماضى يؤكد للمرة الألف أن تلك الجماعة انتهت، وأن مشروعها الذى حلمت به طوال 80 عاماً لم يتبق منه سوى عبوة ناسفة هنا، أو مسيرة إرهابية هناك، مثل التى حرقت نقطة شرطة عين حلوان، وأسفرت عن استشهاد مجند مسكين لا ذنب له إلا أنه يقوم بحراسة النقطة من هجوم الإرهابيين. طويت صفحة الجماعة الإخوانية تاريخياً ولن يعد لها سيرة أو ذكر، ولم يتبق سوى أنها جماعة إرهابية بدائية مثل عبواتها البدائية وقنابلها «الفشنك».. والشعب المصرى ماض إلى مستقبله رغم الصعاب والتحديات.