مازالت توابع ما قدمته الشاشات التليفزيونية فى الشهر الكريم تتوالى ما بين جمهور يصفق أو يلعن، وصحف تكتب وتستفتى، وبرامج تستضيف صُناع الأعمال الدرامية وتسمح لهم بالدفاع عن أنفسهم أو الكذب علينا أحياناً حول قيمة أعمالهم ونجاحها، رغم أنها ليست كذلك. فى الأسبوع الماضى أشرت للخطايا الكبرى وكان على رأسها قصر الإنفاق والمجهود على شهر واحد، وترك الساحة للتركى طوال العام، ثم أشرت للخطيئة الأخلاقية حتى لو لم تصاحبها خطيئة درامية، وتلك هى خطيئة مسلسل ابن حلال ومسلسل المرافعة اللذين استغلا أحداثا حقيقية لأهداف غير أخلاقية حتى لو أقسم صُناعهم أنه مجرد تشابه غير مقصود، ثم أخيراً أشرت لخطيئة كبرى لكاتب موهوب وهو ناصر عبدالرحمن فيما قدم من مسلسل أبوهيبة فى جبل الحلال ويدى على قلبى، لأنى قرأت أنه يفكر فى كتابة جزء ثان وأتمنى ألا يفعل، فكفى به خطيئة، وأخيراً وليس آخراً ليس هناك من خطيئة درامية واقتصادية وتاريخية أكبر من سرايا عابدين مهما ظهرت يسرا بطلته على الشاشات وهى مبتسمة، تعلق على نجاحه غير المسبوق.. تلك كانت الخطايا الكبرى، وبالتأكيد هناك خطايا أو أخطاء أخرى لكنها تتضائل أمام غيرها، تتمثل فى ماسورة الكاميرا التى يقولون عليها خفية، وقد انفجرت فى وجه المشاهدين على كل القنوات، وأغلبها إن لم يكن كلها سخيفة الفكرة، بلا إبتكار، كاذبة أو قليلة الأدب، وقد أحرج طارق نور الجميع حين أعاد بث الكاميرا الخفية التى كان يقدمها فؤاد المهندس منذ عقود ومن تابعها أدرك أن من يقدمون الآن الكاميرا الخفية، يستحقون المحاكمة على ضياع الوقت والمال وثقل الظل. وتنضم لهيافة الكاميرا الخفية وبرامجها أغلب البرامج الحوارية، التى لم تضف بل أنقصت من قيمة ضيوفها ومشاهديها مثل برنامج تسأل فيه المذيعة ضيوفها عن أخبار الليالى الحمراء فى حياتهم، أى والمصحف، فكل ضيف يأتيها رجلا كان أو إمرأة تسأله كم ليلة حمراء قضيتها ومع مصريات ولا أجانب، وتتوالى الأسئلة فى هذا الاتجاه يعنى مش قلة أدب وبس، وكمان صفاقة والأهم تفاهة.
المحاسن وأشياء أخرى:
تنوع الدراما المصرية ما بين كوميديا ومغامرة ورومانسية وواقعية ودخول أجيال جديدة وأسماء جديدة فى الكتابة أو الإخراج، وكذلك ظهور أسماء وأجيال من الوجوه الجديدة التمثيلية التى بالتأكيد ستثرى الأعمال الفنية، كذلك أتى كثير من الأعمال الدرامية بفرصة ذهبية لأصحاب الأدوار الثانية لكى يبرزوا مواهبهم، ويدفعوا الجمهور لكى ينظر إليهم ويتعقبهم ويهتم بالسؤال عن اسمهم، وهم ثروة حقيقية، فهم ملح الأرض وقيمة مضافة للفن أكثر كثيراً من النجوم لو تعرفون، ومن بين هؤلاء سلوى عثمان السجانة التى منحت الشخصية التى أدتها عمقاً وقيمة، كذلك حنان سليمان فى مسلسل ابن حلال التى قدمت شخصية نموذجا لملايين النساء فى مصر المقهورات وشاركها محمود الجندى فى دور الزوج ،بأداء يفوق مصداقية الحقيقة، سلوى خطاب فى سجن النساء تفوقت على نفسها وتاريخها، درة بعد كثير من الأدوار والأداء المعتاد تنفض عن نفسها، فإذا بدلال تمنحها صك الممثلة الكبيرة، أحمد رزق فى الإكسلانس استطاع تقديم نفسه بشكل جديد، ومنح نفسه لقب الشرير بشكل مختلف، وهو نموذج فقدناه بفقدان كبير أشرار الفن المصرى عادل أدهم، أحمد داوود فى سجن النساء استطاع صابر أن يمنحه فرصة ماسية لنرى فيه ممثلا كبيرا رغم صغره، دينا ماهر فى شخصية حياة فى سجن النساء، بكلماتها القليلة وهذيانها منحت الدور بطولة، وطبعا زينات اللى بتزوق البنات نسرين أمين، فمن الذى لا يردد اسمها الآن، ويحب زينات، حنان مطاوع فى دهشة استطاعت أن تناطح عملاق الأداء الفخرانى رأساً برأس، ونظرة بنظرة، عشرات من أصحاب الأدوار الصغيرة التى حولوها لبطولات لا يتسع مقال واحد لذكر اسمهم فتحية لهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة