على قناة القاهرة والناس الفضائية يتم منذ فترة عرض تنويهات بين البرامج بعنوان الرقص الشرقى ثقافة، وهى فقرة تشير بالصورة والصوت لحياة بعض الراقصات «المشاهير» فى تاريخ هذا الفن مثل تحية كاريوكا وسامية جمال وبمبة كشر وبديعة مصابنى وكثيرات أخريات نشاهدهن فى سينما الأبيض والأسود وغالباً لا نعرف أسماءهن ولا شيئا عنهن، رغم أن لكل منهن حكاية تستحق أن تروى كما يبدو من المعلومات والصور التى تعرضها هذه الفقرة الجديدة المبتكرة.
قد تكون كلمة راقصة فى العقل الجمعى للمصريين، للأسف من فرط سوء ترويجها فى الأعمال الدرامية، أنها خرّابة بيوت وست ماشية على حل شعرها ولست هنا للدفاع عن الراقصات وشرفهن فتلك قضية تخص كل فرد أمام ربه، ولكنى أتحدث عن فن كنا فى يوم ما روادا فيه، وكانت راقصة كفريدة فهمى ابنة الأستاذ الجامعى تستقبلها الدول المختلفة استقبال الفاتحين، ولكن للأسف كما خبنا فى كل حاجة خبنا حتى فى الرقص الشرقى، وكما نستورد من الصين من الإبرة للصاروخ اللعبة صرنا نستورد الراقصات من مختلف دول العالم.
وأتت صافيناز أو صافينار من آخر الدنيا لتغزو مصر وترقص بكل جوارحها وأكثر واكتسبت شهرة كبيرة فى وقت خلت فيه الساحة من المصريات، ولا أعرف بالتحديد تفاصيل قانونية أوراقها كمغتربة تعمل فى مصر، ولكنها تظهر فى الأفراح والأفلام والبرامج منذ سنوات ليست كثيرة، ولكنها كفيلة بأن تجعل أى سلطة فى البلد تلحظها وبشدة وتبحث فى قانونية إقامتها، ولكن لم يفعل أحد ذلك ماشى. ثم تقرر صافيناز فى لحظة ربما نفاق لمصر أو بصدق يعلم الله، أن تعلن حبها لمصر بطريقة الراقصة، ولم لا فقد حصلت فيها على المال والشهرة كما لم تحلم فارتدت بدلة بألوان علم مصر فإذا بالدنيا تقوم ولا تقعد قال إيه أهانت علم مصر.. يا جدعان رقاصة وبترقص عايزة تعلن تقديرها للبلد الذى يأويها تعمل إيه؟! وحتى على اختلافنا حول تقدير هذا الأمر، وهو اختلاف يجوز، إلا أن السيدة وزيرة القوى العاملة قد خرجت علينا ببيان شديد اللهجة وأقسمت بضرورة ترحيل صافيناز لأنها أهانت مصر وخطر على الأمن القومى، وتعمل دون إقامة قانونية، هكذا قرأت بأم عينى بيان السيدة الوزيرة الرسمى، صحيح أنها بعد ذلك قالت، إن مطاردتها للراقصة بسبب القانون وليس العلم لكن عذراً سيدتى الوزيرة فإن بيانك الرسمى ينفى ما قلتيه لاحقاً ويظل السؤال موجها: ما هى خطورة صافيناز على الأمن القومى؟ أنا أتفهم أن وظيفة الوزيرة أن تهتم بقانونية إقامة وعمالة الأجانب، صحيح لكن حكاية الخطورة على الأمن القومى، وإهانة مصر فى بيانك يجعل الأمر يبدو أوووفر يا سيادة الوزيرة، فى وقت أعتقد أن وزارتك يجب أن تكون أكثر اهتماماً بنشر بيانات رسمية عن العمالة القادمة من ليبيا، عددها المتوقع, وكيف ستواجه وزارتك تلك الأزمة؟ فذلك أهم كثيرا من بيان رسمى كامل عن صافينار اللى هى رقاصة وبترقص، أى تعمل عملها صح وعقبالنا جميعاً.