حازم عبد العظيم

وائل غنيم.. البطل الخائن

الأربعاء، 13 أغسطس 2014 08:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
2011 كان عاما فارقا فى تاريخ مصر، حدث فيه زلزال سياسى هز أركان الدولة المصرية، عام ملىء بالأحداث الجسام وربما تتكشف أمور ما زالت غامضة سيكون التاريخ شاهدا عليها، عشنا لحظات ثورية رومانسية لم نكن نعلم بغلاف تآمرى يحرك الأحداث، وائل غنيم ولد بطلا بعد الإفراج عنه فى فبراير 2011 ثم ترددت مقولات بالعمالة والخيانة خاصة بعد انسحابه المريب بعد ثورة يونيو مباشرة.
استرجعت علاقتى بوائل غنيم فى أوائل 2010 حيث كنت أشغل منصبا رفيعا فى الدولة كنائب لوزير الاتصالات ورئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات وبدأت العلاقة مهنية بحتة بين الهيئة وشركة جوجل، وكان واضحا تميز هذا الشاب فكريا ومهنيا، وبطبيعة الحال جرى بيننا حديث عن الوضع السياسى وكان متحفظا بسبب منصبى، ولكنه فوجئ بموقفى السياسى المعارض لنظام مبارك وتحدثنا كثيرا عن حتمية التغيير ثم مع قدوم البرادعى حدث الاتصال به وأنشأنا معا صفحة «معا سنغير» وكان ثالثنا صديق يدعى مصطفى أبو جمرة، وبالطبع تم رصدى من أمن دولة، ودخلت فى دوامة تهديدات ذكرها غنيم فى كتابه وقدمت استقالتى فى إبريل 2010، ولكن كالعادة رفضت، حيث لا يستقيل مسؤول وقتها بإرادته فتمت إقالتى فى أكتوبر 2010، وانقطعت علاقتى بوائل والمجموعة مجبرا وبدأت الثورة وعلمت باختفائه ثم خروجه بعد بضعة أيام من القبض عليه بطلا على الفضائيات، وكان الاتصال بيننا قليلا ومن سخريات القدر أتذكر اتصالا هاتفيا بيننا بعد أحداث ماسبيرو، وكان بيننا خلاف حاد، حيث كنت وقتها معارضا بشدة وأهاجم سياسات المجلس العسكرى وهو يدافع عنهم بشدة ولم أستغرب فقد كنت أشاهد وأسمع عن تقدير وحفاوة المجلس العسكرى به وقتها ولقاءاته مع عنان والعصار والسيسى، وكيف كان اللواء العصار تحديدا يكيل له المديح، ثم كان الخلاف الحاد بيننا وصل لدرجة القطيعة وقت حكم مرسى، حيث كان يدافع عن الإخوان واتهمنى بالإخوانوفوبيا.
حسن عبدالرحمن ليس شخصا عاديا وعندما يتهمه صراحة بالخيانة والعمالة فى بداية 2011 وبعد ما قاله حبيب العادلى عن التنسيق التام بين كل أجهزة المعلومات «عامة وحربية وأمن وطنى» معنى ذلك أن المجلس العسكرى كان بالتأكيد يعلم تلك المعلومات! وكان السؤال المنطقى: إذا كان ذلك كذلك لماذا هذه الحفاوة والتقدير والمديح المبالغ فيه؟ هل كما يقول البعض الحرب خدعة؟ هل تم استخدامه واستغلاله لتهدئة الشارع ثم رميه مثل ورقة «الكلينكس» بعد انتفاء الغرض منه؟ هل هذا أسلوب متبع؟! وسؤال آخر، إذا كان غنيم على هذه الدرجة العالية من الخطورة فى التخابر مع الـcia لماذا تم الإفراج عنه بعد بضعة أيام؟ أين الحقيقة؟
أنا كنت من أشد المهاجمين لغنيم والبرادعى حتى من قبل 30 يونيو وأثناء حكم مرسى، ولكن لم أنعت أحدا منهم بالخيانة والعمالة! هل مقابلة غنيم مع جارى كوهين رئيسه فى العمل كانت تخابرية؟ هل كان مغررا به ومخدوع؟ هل كان وائل غنيم فعلا يعمل ضد مصر؟ بالتأكيد هناك علامات استفهام كبيرة على عدم مراجعته لمواقفه بعد اتضاح المؤامرة، لكن لماذا لا يتم القبض عليه والبرادعى للتحقيق معهما؟ يعنى العدل ياخد مجراه، والحكم عنوان الحقيقة، أم الموضوع سينتهى عند القنوات الفضائية! هناك حالة من أحادية التفكير ولاحظت هجوما شديدا ضدى فى الشبكات الاجتماعية حين أثرت هذا الكلام! وبالطبع ليس لى صالح ولا طالح، ولكنى كالعادة أثير الجدل لأن الذى يحركنى هو قناعاتى الشخصية بدون حسابات! فى الفترة السابقة كنا فى حالة حرب وحشد ضد العصابة الإرهابية والحياد فى الحرب خيانة، والحمد لله خضنا معركة 30 يونيو، ثم الدستور ثم الرئاسة بنجاح، آن الأوان أن نهدأ قليلا لنحلل ونفهم بموضوعية.. العملية مش قفش!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة