أسقف المنيا: حرق الإخوان للكنائس منذ عام كذب ادعاء احتفاظنا بأسلحة

الخميس، 14 أغسطس 2014 04:01 م
أسقف المنيا: حرق الإخوان للكنائس منذ عام كذب ادعاء احتفاظنا بأسلحة الأنبا مكاريوس أسقف المنيا
كتب مايكل فارس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الأنبا مكاريوس أسقف المنيا، إنه مر عام على الرابع عشر من أغسطس 2013م، وهو محطة هامة فى التاريخ الكنسى المعاصر.

واستطرد ماريوس: يوم أن تعرضت الكنائس والمنازل والمتاجر القبطية للسلب والنهب والحرق، فى ذلك اليوم كان جميع الأقباط مستهدفون أينما وجدوا وكانت حياة أى شخص مهددة أينما كان، يومها أجهش الكثيرون بالبكاء وهم يقفون عاجزين أمام الكنائس والممتلكات والنار مشتعلة فيها، وبعضها تحول إلى كتلة من النيران، وبقدر ما كان المنظر مؤلماً والضيقة شديدة والخطر محدق بالكل بقدر ما حول الله -وهو سيد التاريخ وضابط الكل- الضيقة إلى بركة.
وأضاف مكاريوس فى بيان له اليوم، تأكد الأقباط من جديد أن الكنيسة ليست مجرد حوائط وزخارف، بقدر ما هى اجتماع واتحاد المؤمنين معاً مع الله، ولقد تمسك الأقباط بركام الكنائس المحترقة ومارسوا اجتماعاتهم فيها بكثير من الانتماء والفرح والثقة بالله الذى سيحول الأمر للخير، وإن كان هذا لا يعفى الذين قاموا بحرقها من المسئولية.

كما اختبر الناس فى ذلك اليوم أنهم قد يفقدوا كل ممتلكاتهم فى لحظة، وتعلموا كيف يحيون حياة التجرد، وألا يتعلقوا بشىء أو شخص أكثر من الله، وأن كل أموال هذا العالم لا تفيد قدر ما يفيد استعداده وحياته المقدسة.
وتابع مكاريوس: صلى الأقباط لأجل مضطهديهم كثيرا وطلبوا من الله أن يغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون، وفوق العبارات المهينة التى كتبها المتطرفون على الجدران فى الشوارع -ومنها جدران الكنائس- كتب الأقباط لهم "نحبكم رغم كل ذلك" ولم يرفع قبطى واحد حجرا فى وجه المتطرفين ولم يتفوه شخص ما بكلمة خارجة ضد أى منهم.

واستكمل مكاريوس: مما جعل الكثير من المفكرين والعقلاء يتساءلون: أية طبيعة لهؤلاء الأقباط، الذين يغفرون إلى هذا الحد، ويحبون أعداءهم ويصلون لأجلهم، ولكن هذا هو تعليم السيد المسيح الذى قال: "وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لأعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم" (مت 5 : 44).

وشدد مكاريوس، على أنه فى ذلك اليوم تأكد للجميع كذب ادعاء البعض أننا نحتفظ بأسلحة داخل الكنائس، فإنه لو كان هذا الأمر حقيقة لما هاجموا الكنائس أصلاً، ولكان الأقباط قد استخدموها فى الدفاع عن أنفسهم، لقد احترقت الكنائس أمام أعينهم بعد أن نُهب كل ما فيها، وما لم يستطيعوا حمله إلى الخارج حطموه بالمطارق فى مكانه، وقد استمرت النيران فى بعض الكنائس متأججة لمدة تزيد عن الخمسة عشر ساعة.

وأردف مكاريوس: وكان موقف الكنيسة الرسمى وطنياً مشرّفاً، فقد صرح قداسة البابا الأنبا تواضروس الثانى، بأنه لو هدمت كل كنائس مصر سنصلى فى المساجد، وإذا هدمت كل المساجد سنصلى نحن وإخواتنا المسلمون فى الشوارع، وأننا جميعا نبذل التضحية من أجل مصر ومستقبلها، وكان لهذا التصريح صدى جميل محلياً وعالمياً، وشهد الجميع بوطنية الأقباط، ولم يمر يومان على احتراق الكنائس حتى قام الأقباط بالصلاة فوق ركامها ووسط الدخان، وتوافد الناس بأعداد كبيرة من خارج مناطق التدمير ليتباركوا بتلك الأماكن التى قدّمت شهادة للمسيح، وأقيمت صلوات ليتورجية أخرى فيها قبل إعادة إعمارها، مثل المعموديات والخطوبات والأكاليل وغيرها.

كما بادر السيد رئيس الجمهورية مع المجلس العسكرى بإعلان تعهّد القوات المسلحة بإعادة أعمار الكنائس والمؤسسات التى أضيرت فى ذلك اليوم على نفقة الدولة، وبالفعل قام سلاح المهندسين بالتعاون مع الهيئة الهندسية ووزارة الإسكان بعمل الترتيبات المطلوبة، وخلال شهور قليلة بدأت عملية إعادة الإعمار حيث تم توزيع المنشآت التى تدمرت على ثلات مراحل، قاربت المرحلة الأولى من الانتهاء، لتبدأ الثانية قبل نهاية العام الحالى، وليتم الانتهاء من جميع الأعمال فى 30 يونيو 2015م.
وتعاطف معنا الكثير من إخوتنا المسلمين، وكان لهم مواقف نبيلة كثيرة تحسب لهم، مؤكدين على معدن الشعب المصرى الأصيل، هناك من شجب ما حدث بقوة فى وسائل الإعلام، وهناك من قدّم المساعدات لبعض الأفراد الذين تضرّروا، وكثيرين -لا سيما فى القرى- وقفوا مع الأقباط فى حماية الكنائس من المعتدين، وعلى قدر ما خان البعض على قدر ما أظهر كثيرين نبلاً وحباًّ.

وقدمت الكنيسة القبطية شهادة للمسيح خلال تلك الأحداث، بالقول والسلوك وارتفعت الشهادة فى بعض الأحيان لتصل إلى سفك الدم من أجل المسيح. جدير بالذكر أن الكنيسة القبطية هى الكنيسة الوحيدة فى العالم وفى التاريخ التى لم تتوقف عن تقديم شهداء وقديسين كتقدمات طاهرة للمسيح.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة