حقا للسفر سبع فوائد وإن اختلفت قليلا بالنسبة لعالم السياسة فهذه الزيارة الهامة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى سوف تساهم بشكل أو بآخر فى رسم خريطة جديدة للتوازنات السياسية والعسكرية والاقتصادية فى منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة القليلة القادمة، بعد أن تراجع الدور الأمريكى والأوربى المتحالف مع دولة قطر وتركيا، وافتضحت مؤامراتهم ضد منطقة الشرق الأوسط, ومحاولة تقسيمها إلى دويلات صغيرة متصارعة للحفاظ على أمن إسرائيل واستنزاف البترول العربى.
فلا شك بأن مصر وروسيا تواجههم تحديات كبيرة تكاد تكون قريبة الشبه ففى المواجهة لهم الاتحاد الأوربى والولايات المتحدة الأمريكية, وكلا الدولتين - مصر وروسيا- يريدان الحفاظ على أمنهم القومى ويواجهان عقوبات مشابة لبعضهم البعض اقتصاديا وعسكريا، لذلك كان من الضرورى لمتحالفى الأمس، أن يتحالفوا اليوم ضد ما يهددهم ويهدد أمنهم القومى.
وأعتقد أنه بالتكامل - بين مصر وروسيا - والسعى نحو توحيد الجهود على مستوى المحافل الدولية وتبادل الخبرات المحلية بين الدولتين فى كافة المجالات وعودة المشاريع التى إقامتها روسيا لمصر إبان فترة الخمسينيات (مشاريع الحديد والصلب وغزل النسيج والسكة الحديد...الخ) من القرن الماضى، وفى الجانب المصرى محاولة مصر تعويض روسيا بعض المنتجات الزراعية من الخضروات والفاكهة التى منع الاتحاد الأوروبى تصديرها إلى روسيا, يمكن التخفيف من حدة وآثار تلك العقوبات الاقتصادية والعسكرية المفروضة - ظلما - على الدولتين.
ومن اللافت للنظر تلك الحفاوة البالغة التى تم بها استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى من قبل روسيا، وكما ذكرت وكالات الأنباء العالمية أنها المرة الأولى التى تستقبل بها روسيا رئيس دولة بهذه الحفاوة, وهى تدل - بلا شك - على تقدير خاص لشخص الرئيس عبد الفتاح السيسى ولمكانة مصر فى منطقة الشرق الأوسط وعلى المستوى الدولى.
والآن يجب على رئيس مجلس الوزراء المصرى وكافة الوزراء استغلال هذا التقارب بين مصر وروسيا لفتح أفاق أوسع من التى مضت، ففى مجال السياحة يقوم وزير السياحة بإعادة النظر فى منظومته من جديد ويرجع ما فقدته مصر من السائحين الروس، وكذلك وزير الزراعة يقوم بزراعة المنتجات الزراعية التى تمنع دول الاتحاد الأوربى تصديرها إلى روسيا من قبيل تطبيق العقوبات على روسيا، بالإضافة إلى وزير الصناعة إن يقوم بالسعى إلى جلب رؤوس الأموال الروسية من أجل استثمارها فى مصر. نريد أن تهب الحكومة فى كافة المجالات حتى تخرج مصر من عثرتها فى أسرع وقت ممكن.. حمى الله مصر وشعبها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة