وفاء التلاوى تكتب: عندما تكون القراءة للعلم والاستمتاع والتذوق

السبت، 16 أغسطس 2014 02:13 ص
وفاء التلاوى تكتب: عندما تكون القراءة للعلم والاستمتاع والتذوق صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الآونة الأخيرة أجد بعض الناس، وخاصة الشباب منهم، يقرأون قى استعجال وسرعة شديدة حتى أنهم ما إن يبدأوا فى القراءة حتى ينتهوا منها ويقرأون آخر السطور وكأنهم يؤدون واجبا عليهم, فهم لا يحبون القراءة ولا يستمتعون بها, وهم يقرأون فقط من باب العلم بالشئ وحب الاستطلاع, ويقرأون ما يحبون فى مجالهم إن كان فى مجال الرياضة مثلا أو غيره مما يفضلون فتظل معرفتهم فى الحياة قليلة ولا يعرفوا أن يتحدثوا مع غيرهم من الناس إلا فيها, وأنا التمس لهم بعض العذر فإيقاع الحياة أصبح سريعا يفقدهم هذه المتعة الجميلة التى أتحدث عنها.

وأجد نوعا آخر من الناس تستهويهم القراءة ويحبونها فيقرأون للعلم والاستمتاع معا فقد شبوا على حب القراءة ويجدون فيها متعتهم فنجد أن علمهم وخبراتهم فى الحياة قد ازدادت وأفكارهم قد نضجت وتحسنت وارتقت وقد يمن الله على بعضهم بالموهبة والاختراعات والاكتشافات وغيرها فقد استفادوا من العلم وأحبوه واستمتعوا به.

ونوع آخر من الناس يقرأون للعلم والاستمتاع والتذوق معا فهو لا تكفيه القراءة مرة واحدة فهو يتذوق المعنى ويحسه حتى يكاد أن يشعر بأنه يعيشه فى الواقع ويكون هو بطل القصة مثلا فيجد الحلول لغيره من الناس ويساعدهم على الحياة فيتفاعل معهم ويتصدى للأزمات معهم وهذا الشخص نجده يكثر من القراءة وكأنه يلتهمها فهو ذواق لها ويستمتع بها ويشعر بأن حياته لها معنى بالقراءة فيحب الآخرين ويحبونه ويمدونه بالمعلومات المفيدة وبالعلم وما تقدم فيه, فيحب نفسه ويحب الآخرين ويعمل بما علمه وتعلمه (فمن عمل بما علمه أمده الله بما لم يعلم).

ولذة القراءة والاستمتاع بها نجدها فى قراءة كتاب أحبه وتحبونه جميعا وهو القران الكريم, حيث نجد أجمل القصص كما قال الله تعالى (نحن نقص عليك أحسن القصص) من بلاغة فى التصوير والتشبيه والمرادفات والمضادات وأساليب الكناية وجمال المعنى والتشويق وحسن اختيار الكلمات التى أعجزت كبار علماء اللغة العربية فى العالم أجمع والقرآن معجزة الرسول فى عصره وفى جميع العصور وكل يوم نجد فيه معنى جديد لما نحياه وفيه إجابة لكل سائل وحيران.

وما أصدق قول الله تعالى عن القراءة وأهميتها وطلب العلم والحث عليه بقوله تعالى: ( اقرأ باسم ربك الذى خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) صدق الله العظيم.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة